کان الدکتور الشواربی من الرعیل الأول الذی اعتنى بالدراسات الفارسیة وتخصص فیها، وإلیه یشار فی مصر کلما جرى ذکر شعراء الفارسیة الکبار والدراسات التی حظیت بها أشعارهم فی مصر. وقد حمل الرایة ومعه الدکتور الخشاب عن أستاذهما الجلیل الدکتور عبد الوهاب عزام مؤسس هذه الدراسات فی مصر والعالم العربی.
من المستحیل أن یعثر المرء على لغة لشعب ما لم تتأثر بلغة الشعوب المجاورة لها. وعلى هذا الأساس جاءت موضوعة اقتراض واستعارة المصطلحات والتعابیر والمفردات کإحدى الموضوعات المهمة فی علم اللسانیات؛ فتجاور وتحاور اللغتین والثقافتین العربیة والفارسیة على مرّ التاریخ جعلا منهما جارتین تحتاجان بعضهما بعضاً لتسییر أمورهما فی الحیاة الیومیة والتاریخیة. فاللغة الفارسیة ولأسباب کثیرة - منها الدینیة والاجتماعیة والسیاسیة - تأثرت باللغة العربیة وأثرت فیها، فجعلت التمازج بینهما بعمق یحکم على المهتم بمطالعة الأدب الإیرانی أن یکون على معرفة جیدة باللغة العربیة.
تقول الکاتبة إن اختیارها لأعمال الأکادیمی العراقی علی القاسمی یعود لکونها اتسمت بالمزاوجة بین التنظیر والتطبیق، وأثرت الثقافة المصطلحیة العربیة بالکثیر من المبادئ والأفکار التی حفل بها الفکر المصطلحی العالمی.