کتبها : صلاح شــــیروانی
ماجستیر فی الأدب العربی
والماغوط لا یحتاج الى تعریف بالنسبة لقراء العربیة فهو شیخ صعالیک قبائل العولمة والعالم الذی انقلب الى قریة ، والمنطلق بسرعة جنونیة نحو آفاق لا حدود لها ، حاول الماغوط حوارها عبر مفردات تلقفها من بین کثبان وودیان وصحارى أمته المترامیة الأطراف لیمنحها من غضبه وخیبته جناحا ً تحلق به صوب تلک المخلوقات الضاجة فی عالم الیوم ولیبشّرها مقهقها ً :
دخلنا القرن الحادی والعشرین
ولکن ... کما تدخل الذبابة غرفة الملک !
الندوة الأدبیة تلک أدارها الشاعر الایرانی وحید دانا ، والذی تحدث فی البدء عن الأدب والشعر العربی بشکل عام ثم عرج الى دور الماغوط کرائد لمدرسة الشعر الحدیث ( النثر ) مع أدونیس فی مجلة ( شعر ) .. بعدها عرف الحضور بالاستاذین، الدکتور گنجیان وهو أستاذ اللغة العربیة والأدب فی جامعة الطباطبائی والأستاذ موسى بیدج الشاعر والمترجم ..
بعدها تحدث الزمیل بیدج عن الماغوط من خلال سرد تاریخی تطرق فیه الى ظهور جیل الشعراء الذی ینتمی الیهم بعد الحرب العالمیة الثانیة وتواصل الماغوط فی کتاباته الناقدة مع جذور ترجع الشعراء الى الکواکبی والموقف من الظلم والاستبداد حیث تعرض عبرها شاعرنا الى السجن والاعتقال والذی دفع من خلالها الکثیر من صحته وبعدها تعرف على أدونیس ، وترک الوطن الى مساحات أوسع من الحریة التی افتقدها فی وطنه .
وتطرقت مداخلة الأستاذ کنجیان فی البدء الى ضرورة کسر حالة البرود فی العلاقات الأدبیة والثقافیة بین ایران والعرب ، وضرورة تنشیط هذه العلاقات والتی تعود أسبابها الى ظروف تاریخیة وأحداث معاصرة ودعا الى تذلیل العقبات فی سبیل ذلک ، وفی تطرقه الى الماغوط أشار السید کنجیان الى البیئة والمحیط الجغرافی وعن حیاة الماغوط المشبعة بالحرمان والخیبات وعن تأثیر السجن الذی ( کسر شیئا ً فی داخلی ) والأحوال التی کانت متخمة بأنظمة الاستبداد وحالة إنعدام الحریة ... إلا لبنان الذی أصبح بمثابة رئة لهؤلاء المبدعین .
وأشار الى أبرز آثار ونتاجات الماغوط من شعر ونثر ومسرحیات ونصوص إبداعیة أخرى ... وأشار الى صعوبة تحدید نوع المدرسة التی ینتمی الیها الماغوط لکونه قد شق لنفسه طریقا ً خاصا ً به وأشار الى نوع العناوین التی یختارها الماغوط لکتبه ونتاجاته والى نسیج الکلمات التی یستخدمها من مثل :
الحریة ، الاستبداد ، الجوع ، الجهل ، الخوف ، ثم بعدها تحدث الأدیب بیدج بتفصیل عن سیرة حیاة الماغوط وطبیعة أدبه فهو شاعر الفطرة ومتعدد المواهب ، کشاعر ، وثائر وقلم ساخر لا مثیل له ، وتطرق الى زواجه من سنیة صالح وقد قال الماغوط عن ذلک بأنه بذلک الزواج قد ظلم سنیة صالح لطبیعته الهمجیة غیر المروضة البعیدة عن أجواء الاستقرار والأسرة .
وفی الختام قرأ السید کنجیان قصیدة ( مسافر عربی فی محطات الفضاء ) بالعربیة ، ثم قرأ السید بیدج ترجمته لها بالفارسیة وقرأت أیضا ً قصیدة ( الى بدر شاکر السیاب ) .
وبعدها شکر السید دانا الأستاذین والحضور على أمل لقاء آخر ومبدع آخر .
ومن الجدیر بالذکر فأن القاریء الایرانی کان قد تعرف الى نتاج الماغوط من خلال الدراسة التی قدمها الأدیب بیدج وترجمته لدیوان ( الفرح لیس مهنتی ) والذی صدر فی کتاب بالعنوان نفسه قبل أکثر من خمسة عشر عاما ً .
مقطع من قصیدة الى ( بدر شاکر السیاب )
أیها التعس فی حیاته ومماته
قبرک البطیء کالسلحفاة
لن یصل الجنة أبدا ً
الجنة للعدائین وراکبی الدراجات !
*****
ومن قصیـدة أخـرى
لم یبق من أجراس الثورة
سوى الصدى
ولا من جواد الشعر
سوى اللجام
ولا من طریق الحریة
سوى الحواجز الثابتة والطیارة.