مشکلات عدیدة یواجهها ” معرض القاهرة الدولی للکتاب” فی دورته الــ 54 التی تنطلق فی 25 کانون الثانی/ینایر الجاری.
وبدأت هذه المشکلات تلقی بظلالها على الاستعدادات النهائیة للمعرض، مع زیادة أسعار الورق والحبر واختفائهما أحیاناً، إلى جانب تأثر صناعة النشر بالأزمات الاقتصادیة المحلیة والعالمیة، وأوضاع القراء أنفسهم الذین لیس باستطاعة شریحة منهم اقتناء الکتب بسبب زیادة معدلات الغلاء والتضخم. إضافة إلى سعر طن الورق التی قفز فی غضون 3 أشهر من 600 دولار إلى 2000 دولار، فی حین تعانی دور النشر من استمرار الزیادات فی أسعار الورق یومیاً، مع توقعات بزیادة أسعار الکتب بنسبة تتجاوز الضعف مقارنة بالأسعار التی کانت سائدة فی الدورة السابقة من المعرض.
وقالت وزیرة الثقافة المصریة نیفین الکیلانی فی مؤتمر صحفی للإعلان عن تفاصیل المعرض، إن: “الحکومة تدرک جیداً حجم تأثیر الوضع الاقتصادی الذی یشهده العالم، وانعکاساته على تدابیر وإجراءات ترشید النفقات، ما یدفع إلى تحول المعرض من کونه مهرجاناً ثقافیاً وسوقاً للکتاب، إلى منصة لرعایة وتنمیة صناعة الثقافة وفتح الأبواب وبناء الجسور ومناقشة الهموم والمشکلات”.
وأشارت إلى أن “التعویل على المعرض کوسیلة لإنعاش صناعة النشر عبر البیع المباشر سیکون صعباً هذا العام بسبب الأزمة الاقتصادیة الضاغطة، ویستهدف المعرض إجراء حوار حول کیفیة التعامل مع هذه الأوضاع”.
وتتمثل الأزمة الأکبر فی أن المعارض بوجه عام فرصة لشراء الکتب ودور النشر تعانی أصلاً من حالة رکود لافتة، ولم تستطع جذب الجمهور إلکترونیاً، وبقیت المبیعات الرقمیة عند مستوى 10% من توزیع الکتب فی العامین الماضیین.
وقررت وزارة الثقافة المصریة زیادة القیمة الإیجاریة لأجنحة المعرض بنسبة 5 % عن العام الماضی، وتعتبر الزیادة الطفیفة دعماً لدور النشر المختلفة. ووافقت إدارة المعرض على مشارکة جمیع دور النشر التی تقدمت بالمشارکة وغابت قوائم الانتظار التی کانت سمة سائدة فی الدورات السابقة.
وأکدت الکیلانی أن الحکومة المصریة “ترید الحفاظ على مکانة المعرض وسط التحدیات المتعاظمة التی یشهدها العالم”.
من جانبه، تدخّل “اتحاد الناشرین المصریین” على خط الأزمة. وأعلن عن مبادرة لتقسیط مشتریات الکتب عن طریق البطاقات البنکیة بالاتفاق مع بعض البنوک الحکومیة، فی محاولة لتشجیع المصریین على اقتناء الکتب، وقد تکون التجربة محدودة فی معرض هذا العام، لکن من الممکن أن یتم التوسع فیها مستقبلاً.
وأوضح رئیس الاتحاد سعید عبده فی بیان أن الاتحاد “توصل إلى اتفاق مع بنکیْ الأهلی ومصر لتوفیر خاصیة تقسیط مشتریات الکتب عن طریق الفیزا لمدة عام خلال الدورة الحالیة من المعرض”، مشیراً إلى أن “التجربة ستکون قابلة للقیاس فی فترة المعرض وحال نجاحها سیتم تعمیمها وإتاحتها بالمکتبات”.
وتتواصل فعالیات الدورة الجدیدة حتى 6 شباط/فبرایر المقبل، فیما تحل الأردن ضیف شرف المعرض.
المعرض الذی یرفع هذا لعام شعار “على اسم مصر.. معاً نقرأ نفکر نبدع”، اختار الصحافی ورسام الکاریکاتیر الراحل صلاح جاهین شخصیة المعرض، بجانب کاتب الأطفال کامل کیلانی کشخصیة معرض الطفل.