ومما جاء فی مقدمة الکتاب: "مطلوب منا، وبإلحاح، أن نذکّر دعاة القومیّة الضیّقة أن روح العصر تتّجه صوب خلق مجتمع موحّد على صعید العالم، وشیئًا فشیئًا سوف تضمحلّ الفوارق بین الأمم، نتیجة التطورات العلمیّة المذهلة فی شتّى المیادین، بفعل الحاجة، والأمّة الأکثر تأثیرًا فی هذه الرحلة ـ الولادة هی الأمّة التی تستطیع أن تبثّ کثیرًا من روحها فی الروح العالمیّة الجدیدة.
"وبناءً على ذلک نستطیع أن نؤکد أنّ القومیة الحدیثة یجب أن تتحلّى بصفات تواکب روح العصر، وتتّسم بإیجابیّة صریحة تجاه الأمم الأخرى، وعلى دعاة الفکر القومی أن یعلنوا صراحةً أن القومیّة لکی تستطیع أن تتابع رحلتها الشاقّة عبر الزمن، علیها أن تعبر محطات جدیدة، بعد أن عبرت محطات کبرى، فی حلّة فی کل مرّة مختلفة عن الأخرى، وهی متبدّلة صعودًا، أعنی بذلک إیجابًا، نحو التکامل مع الأمم الأخرى، ونحن جمیعًا حرّی بنا أن نعلن أن الانتماء القومی لا یشکّل عائقًا فی سبیل إقامة علاقات طیّبة بین الأمم، بل مطلوب منا أن نفتّش عن مساحة مشترکة تقف علیها الأمّتان العربیّة والفارسیّة فی سبیل البحث عن حلول لمشکلاتنا، ولا شیء یمنع أن تحتفظ کل أمّة بخصائصها وممیّزاتها".