رحیل الشاعر الکبیر مفتون أمینی

رحیل الشاعر الکبیر مفتون أمینی
إنتقل الى رحمة الله الشاعر الکبیر مفتون أمینی عن عمر ناهز 96 عاماً.
شنبه ۱۲ آذر ۱۴۰۱ - ۱۱:۴۴
کد خبر :  ۱۵۹۹۴۰

 

 

 

 

تعریب: موسى بیدج

 

اشتغل أمینی واحدا و ثلاثین سنة فی وزارة العدل و تقاعد سنة 1980 لیتفرغ للشعر و الأدب. یکتب القصیدة باللغتین الفارسیة و الترکیة الآذریة. بدأ فی مجامیعه الأولى مناصرا للقصیدة العمودیة و لکنه انتقل بعدها الى قصیدة النثر. من مجامیعه الشعریة: «البحیرة»، و «عاصفة الثلج»، و «حدیقة الرمان»، و «الفصل الخفی».

 

   العاتبون

آه

یا له من زمن

و من کثرة العتاب

*

الخریف یعتب على السنونو:

عند وصولی

رحلت

*

النجوم تعتب على القمر:

اللیل

لیس وقت للزهو

*

الدرویش یعتب على المومس:

لم قللت من الدلال

*

و أبلیس یعتب على الرب:

بعت النار بالتربة

والتربة لم تشتریک

بحبتین من القمح

 

اسکندر یعتب على الشمس:

انک فصلت بینی

وبین دیوجین

*

والمنطق یعتب على أرسطو:

لم تعمل على نشأتی

لأکون قادراً على السلاح

أو الصلیب

*

الأرض تعتب على الزمن:

و أنا أعتب علیک

لأننی کنت مکتظاً بالیقین

و ملأتنی بالشک

أیها الشعر.

 

     سیدة فی الریح

أمل

هالک فی الزمان

مازال یبحث عن اللاموجود

أکثر من بحثه عن الضائع

*

یعبر مرهقا من الشوارع العادات الشخصیة

یضطر للتوقف خفیة

یتکأ بعیداً عن الأنظار

یحتاج الى احترام و دعم

ولا یحتاج الى مماشاة

أو ترحم

*

ثمین

أصیب بالعطب قبل الموعد

جمال باهت

یشبه مساءات المواعید الکثیرة العطر و القلیلة الکلام

عجز یحارب الإنفعال

یسترجع الکشف من الدقة

بعینین خضراوین صغیرین مشعین

أو جمال تحول الى فخامة

جاء من القصص

فی الأیام العاصفة

وساعات الفراغ

یجر عصاه

ویواظب على کبریائه شبه المحطم

لیتجول على أرصفة الإحتمال

فتهب موجة ریح جدیدة

تدخل الطراوة الى قلبه

وأکثر من ذلک

قطرات مطر کبیرة

تبلل بشرة قلبه المصاب بالجفاف

*

آه

سیدة فی الریح

قصیدة جاریة لکنها مکتظة بالرموز

کتبت بغمزات العین

وتقرأ بخفقان القلب.

 

 

      النوافذ، وأنا

فی المرة الأولى

رأیت النوافذ فی صف المدرسة

و کانت أشعة الشمس

تصبغ السبورة السوداء

بلون ذهبی

*

و فی السفرات القدیمة

أیام الشباب

کانت نوافذ القطار

تؤطر الصور الهاربة

لعینیّ الحریصتین

وکانت نوافذ السقوف فی المصیف

تمنح رقص ذرات الغبار

جمالاً وعظمة.

*

النوافذ، آه لتلک النوافذ

التی کانت طریقاً للرؤیة

أو طریقاً للخیال.

 

نافذة السد

حدیدة بین القوة و الفعل

ونافذة القلب

تفتح وتغلق بین لحظة وأخرى

دقیقة حمراء

تقول أن الحیاة و القلق توأمان

*

النوافذ فوق

النوافذ تحت

*

نوافذ الطائرة

شفافیة تکرس المشاهد بالقرب منا

وتمنح اللحظة الراهنة رحابة

*

نوافذ السجون

أکثر ارتفاعاً

من أن تختار البزوغ والغروب عبرها

وأقل قامة

من أن تتحسر فیها

على تحلیق طیر أو بجعة

*

نافذة بالقرب

نافذة على بعد

النافذة فی البیوت الحدیثة

أجلسوها فی العلیة تواضعاً

کی تجدد هواء التنفس

ولیس الرؤیة

والنافذة

فی غرف الأمس

کان حاجة للدخول

ومانعاً للخروج

*

النافذة

أحیانا

إحتمال قریب من الیقین

والنافذة أحیانا

وسیلة تشبه الهدف

 

النافذة، أحیانا، تصبح سؤالا

وأحیاناً تمسى جواباً

وأحیاناً أدات إستثناء

وأحیاناً أدات وصل

*

النافذة

معادلة مضیئة بین الوجود والعدم

...

وعلى هذا

فالنافذة، أحیانا

تصبح کل شیء

ماعداً قسم من حائط...

ارسال نظر