أمیر هوشنک إبتهاج
تعریب: موسى بیدج
ولد عام 1927 فی مدینة رشت بمحافظة کیلان (شمال ایران) وسکن طهران منذ مطلع شبابه. یعد من ألمع شعراء (الغزل) أو الغناء المعاصرین فی ایران, وقد کان لنتاجاته اسهام ملحوظ فی نقلة الشعر الایرانی المعاصر من التقلیدیة الى الحداثة.
تتحرک قصائد ابتهاج على ارضیة الحب وهموم المجتمع, وقد ترسخت بعض «غزلیاته» فی ذاکرة الجمهور وسارت على الألسن.
تلخّص بأسم «سایه» أی الظل, وأصدر 12 مجموعة شعریة, مضافاً الى ابحاثه وتحقیقاته فی نتاجات کبار الشعراء الایرانیین نظیر الرومی وسعدی وحافظ. وهذه عناوین مجامیعه الشعریة : النغمات الاولى 1946 / السراب 1951 / مسودات 1953 / وقت السحر 1953 / الارض 1955 / اوراق من لیلة یلدا 1965 / مسودات (2) 1973 / حتى فجر لیلة یلدا 1981 / ذکرى دماء السرو 1981 / مسودات (3) 1985 / فن المشی (تحت الطبع) / مسودات (4) (تحت الطبع).
یذکر أن بعض مجامیعه الشعریة طبعت عدة مرات, وقد اخترنا هنا بعض قصائده الجدیدة للترجمة, ذلک أن ترجمة الاعمال الکلاسیکیة قد لاتؤتی أکلاً طیباً بسبب استحالة ترجمة عناصرها ذات الصلة باللغة والبیان والبدیع والمعانی. على هذا لن تمثل القصائد المترجمة هنا صورة متکاملة لهویة هذا الشاعر, انما تسهم فقط فی تعریفه بایجاز.
فی روضة الورود الحمراء
فتحوا البوابة
وأجتذبونی, انا الولهان
الى خیمة التفرج والالوان.
فی روضة الورود الحمراء
غنّیت بلغة الکناری
ورقصت
فی سماع لیل غابة السرو.
فی قصر الحور والبلّور
ذی المرایا والنقوش
رأیت نفسی
بآلاف الوجوه.
وضحکت
بشفاه المرایا.
فی روضة الورود الحمراء
سافرتُ
مع قافلة الاشکال والالوان
من التراب الى الورود
وبشّرتُ الربیع
برقصة التبرعم الملونةِ
فی ینبوع النور.
فی روضة الورود الحمراء
وتحت الاغصان الطریة
ترنمت
بالعطر حتى الفجر
وفی روضة الورود الحمراء
وطیلة لیل الزمهریر
غنیتُ الماء والضیاء
وبشّرت السحر
بالورود والخضار.
الطائر یعرف
خیال جمیل
التحلیق فی طراوة الغیوم
یشبه الحلم
والطائر فی قفصه
یحلم.
الطائر فی قفصه
یحدق فی الدهون والأصباغ
فی لوحة الروضة على الجدار.
الطائر یعرف
ان الهواء مقطوع النفس
والروضة صورة فقط.
الطائر فی قفصه
یحلم.
صورة
بیت الوحدة الخالی
کأنه مرآة بلا صورة
فی لیل الاصطبار الضیق.
صورة على الجدار
کأنها ذکرى خضراء
حاضرة فی ذهن لیل الخریف.
فتاة
مرفوعة القامة
ماطرة بشعرها الطویل
وفتى
فی نظرته تلمع احزان ابیه الصامتة
وامرأة جمیلة ... لکنها بعیدة.
فی لیل الاصطبار الضیق
رجل وحید
کأنه مرآة بلا صورة
فی بیت الوحدة الخالی.
ظلٌ منطفأ
یبکی فی لیل المرایا.
آهٍ,
لن تملأ مئة صورة
مکان ترنیمة هادئة
لأقدام تمرُّ على السجادة.
تلک التی تبکی معک
هی المرآة
وانت هو هذا الوجه الوحید.
آهة المرآة
عرفوها من ظفائرها الطویلة
ایتها التربة
هل هذا هو ذلک الجسم الطاهر
وهل الانسان هو خلاصة التراب ؟
عندما کانت تمشط
شعرها المکثف الطویل
تقود خیالها ورغباتها
الى اعماق المرآة.
کانت
عندما یلقی الصباح التحیةَ
تقطف وردة من المرآة ضاحکةً
تمد یداً لشعرها
تبعد اللیل
لترى الشمس فی المرآة.
فکرة طلول النهار
کانت تمطر وابلاً من النجوم
فی سماء عینیها الفتیة
وآنذاک
کانت البسمة الجمیلة
تفتح الباب على وجه المرآة
من روضة روحها المشمسة.
واحسرة
فلصوص المرآة العماة
سرقوا تلک العیون الحنونة
من عتبة الصباح.
آهٍ
ایها الربیع المحترق
أیا رماد الشباب
ایتها الصورة المهاجرة من فراغ المرآة
المرآة
تتأوه فی غبار السحر
لذکرى ظفیرتک الطویلة.
طیور الروضة
قد تغنت عبثاً
فلم یحن موسم الورود.
السلام
أهتزاز المهد
رنة التهویدة
تدفق ینبوع الحلیب
على شفاه البرعم الطری
تحلیق الفراشة
زقزقة العصفور
لمعان عین الادراک
خفقان الرغبة البکماء
نظرة الشوق والاصطبار
قبلة الحب والاستعجال
ضحکة الوردة البیضاء الجمیلة
على شعر العروس ...
اهتزاز المهد
رنة التهویدة ...