الدکتور صادق خورشا؛ شخصیة لامعة ترکت بصمات واضحة فی التقارب الثقافی بین إیران والکثیر من البلدان العربیة

الدکتور صادق خورشا؛ شخصیة لامعة ترکت بصمات واضحة فی التقارب الثقافی بین إیران والکثیر من البلدان العربیة
یعتبر الدکتور صادق خورشا من الشخصیات اللامعة والشهیرة التی ترکت بصماتها الواضحة والناصعة فی إرساء أسس وقواعد التقارب العلمی والثقافی بین جامعات إیران والکثیر من جامعات البلدان العربیة، وعلى وجه الخصوص جامعات مصر والسعودیة والعراق، وهکذا مدّ جسور التقارب والتواصل الأدبی الإیرانی والعربی بین إیران والعالم العربی.
چهارشنبه ۱۵ تير ۱۴۰۱ - ۱۳:۰۳
کد خبر :  ۱۵۸۰۷۶

 

 

 

 

 

 

یعدّ الأستاذ الدکتور صادق خورشا أحد الأعلام الإیرانیِین البارزِین من ذوی اللسانین والباع الطویل فی الأدبین الفارسی والعربی فی إیران والعالم العربی. کما یعتبر من الشخصیات اللامعة والشهیرة التی ترکت بصماتها الواضحة والناصعة فی إرساء أسس وقواعد التقارب العلمی والثقافی بین جامعات إیران والکثیر من جامعات البلدان العربیة، وعلى وجه الخصوص جامعات مصر والسعودیة والعراق، وهکذا مدّ جسور التقارب والتواصل الأدبی الإیرانی والعربی بین إیران والعالم العربی.

وتنطوی أجندته التدریسیة على الجم الغفیر من المواد الدراسیة الأکادیمیة التی درّسها فی الجامعات الإیرانیة والعربیة العدیدة التی نأتی على ذکر بعضها فی إیران، ومنها جامعات: العلّامة الطباطبائی وطهران والخوارزمی وکردستان (فی سنندج) والإمام الخمینی (ره) الدولیة (فی قزوین) ومؤسسة "لغتنامه دهخدا"؛ والإشراف على رسائل الماجستیر وأطاریح الدکتوراه فی تلک الجامعات آنفة الذکر وجامعة سمنان أیضاً. وبعضها الآخر فی العالم العربی، ومنها: فی مصر، جامعات: الإسکندریة وعین شمس والقاهرة والأزهر والأزهر أقالیم (المنصورة)، بمجموع 12 عاماً؛ والسعودیة: جامعة الملک سعود، بمجموع 7 سنوات ترأس فیها برنامج اللغة الفارسیة لمدة 5 سنوات؛ والعراق - کردستان: جامعة سوران - أربیل، بمجموع 11 عاماً، ترأس فیها قسم اللغة العربیة لمدة 5 سنوات، کما کان عضواً فی مرکز البحث العلمی لمدة 4 أعوام فیها. وقد حصل سعادته على جائزة دولیة عالمیة فی الترجمة من مرکز الشیخ حمد للترجمة والتفاهم الدولی.

وعن مراحله الدراسیّة (وهو من موالید 1955 )، فقد نال شهادة الثانویة من مدرسة دار الفنون الثانویة بطهران (وهی أول مدرسة عصریة شبه جامعیّة أسّسها الإصلاحی الإیرانی الشهیر والبارز أمیر کبیر الذی اغتیل غدراً وغیلة بید آثمة غاشمة ظلامیة قبل موعد افتتاحه لها بخمسة عشر یوماً، وقد أنشأها على غرار دار العلوم فی جامعة فؤاد الأول سابقاً وجامعة القاهرة حالیاً)؛ وشهادة اللیسانس (البکالوریوس) فی الترجمة بین العربیة والفارسیة من کلیة الآداب الفارسیة واللغات الأجنبیة من جامعة العلّامة الطباطبائی (المعهد العالی للترجمة سابقاً)؛ وشهادة الماجستیر (الدراسات العلیا) والشهادة العالِمیة (الدکتوراه) فی الأدب المقارن والترجمة من جامعة الأزهر الشریف بمصر.

کما کان هذا الأستاذ والمترجم والأدیب الألمعی اللوذعی النحریر عضواً فی الهیئة العلمیة بقسم الترجمة من الفارسیة إلى العربیة فی الموسوعة الإسلامیة الکبرى "دائرة المعارف بزرگ اسلامى"، وعضواً الهیئة العلمیة والتحریریة للترجمة فی مجلات، منها: مرآة التراث ( فی مکتب نشر التراث المکتوب). ورسالة بهارستان (فی مکتبة مجلس الشورى الإسلامی). وشیراز (فی مرکز الفنون). والحوار (فی مرکز حوار الحضارات). واللغة والأدب (فی جامعة العلّامة الطباطبائی). والباحث (فی جامعة سوران). ومستشاراً علمیاً لـ "مرکز تنظیم الترجمة" فی "دار نشر الهدى الدولیة" فی منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامیة.

وللأستاذ الدکتور صادق خورشا ما یربو على 20 أثراً مؤلفاً ومترجماً ومحققاً، وما یزید على 300 مقالة مترجمة فی دائرة المعارف الإسلامیة الکبرى، وتقریباً 20 بحثاً مؤلفاً.

ومن نافلة القول أنه التحق فی مرحلة الماجستیر بجامعة الأب یوسف (جوزیف) "الجامعة الیسوعیة" إلّا أن الحرب الأهلیة آنذاد حالت دون مواصله الدرب فی الدراسات العلیا فیها.

"بشرى سارّة وأمنیة منشودة"

على هامش سیرة غیریة وسیرة ذاتیة وتجربة مُعاشة أعلن الأستاذ الدکتور صادق خورشا، أستاذ الأدب المقارن والترجمة فی جامعة العلّأمة الطباطبائی عن إمکانیة تأسیس قسم للغة الکردیة وآدابها فی کلیة الآداب الفارسیة واللغات الأجنبیة فی جامعة العلّأمة الطباطبائی وقسمین للغة الفارسیة وآدابها فی جامعتَی سوران ودهوک فی کردستان العراق فی القریب العاجل.

ومنذ أیام قد بادرت "دار مفکری العلوم الانسانیة" فی العاصمة الإیرانیة طهران إلى إقامة ندوة وجلسة تحت عنوان "تجربة معاشة: سلسلة حوارات ودیّة مع اساتذة  اللغة العربیة وآدابها" وقد شارک فیها سعادة الأستاذ الدکتور صادق خورشا حیث أعرب فی بدایة حدیثه عن تعازیه للأوساط الأدبیة فی إیران والعراق والدول العربیة فی وفاة الشاعر العراقی الشهیر مظفر النواب، ووصف مظفر النواب بأنه شاعر عظیم و "شهید محراب الکلمة"، وقال إن وجع مظفر النواب هو امتداد لوجع رائد الشعر الحر، الشاعر العراقی الفذّ بدر شاکر السیاب الذی ذاق طعم الغربة والمنفى والنفی والعذاب وعاد کمظفر الى وطنه محمولا على الأکتاف بتابوت یحمله فقط أربعة من أحبائه الذین فوجئوا عند بلوغهم داره بأسرته وهی تنقل أثاث المنزل لطردهم منه لکونه منزلاً إداریاً حکومیاً؛ وهاهی الیوم، ومن المفارقات، تحتضن مدن العراق  تمثالاً له أو تتشرف بتسمیة أحد شوارعها الرئیسة باسمه!!! وهی من المفارقات المضحکات المبکیات!!! کما أشار الى لجوء بدر شاکر السیاب إلى إیران بعد مغادرة العراق، ثم نزوحه منها بعد عام إلى الکویت بعد أن أعدّ له زملاؤه الشیوعیون الإیرانیون من حزب الشعب جوازاً باسم مستعار خانته ذاکرته من أن یتذکره، وأشار إلى بعض قصائد هذا الشاعر حول الغربة وحب الوطن.

 

ثم استأنف وواصل سعادته الحدیث عن تجربته المعاشة بتبیان وتبیین أنشطته العلمیة، وقال -کما مرّ- إنه قام بالتدریس فی 12 جامعة إیرانیة وخمس جامعات مصریة، وسعى جاهداً لفتح قسم للغة الکردیة فی جامعة الإسکندریة، وإنّه عیّن رئیساً لبرنامج اللغة الفارسیة للترجمة فی جامعة الملک سعود، وأشاد بطلبته الجامعیین الذین أضحوا الآن أساتذة فیه.

وقال سعادة الدکتور خورشا إنه قام بفهرسة المخطوطات الفارسیة فی جامعة القاهرة، وأثناء قیامه بذلک عثر على ترجمة منظومة لقصیدة تائیة ابن الفارض نظمها الشاعر الشهیر عبد الرحمن الجامی.

وقال إنه سعى ویسعى جاهداً إلى إنشاء قسمین للغة الفارسیة وآدابها فی جامعتَی سوران ودهوک فی إقلیم کردستان العراق، وبالمقابل سیتم تأسیس قسم للغة الکردیة وآدابها فی کلیة الآداب الفارسیة واللغات الأجنبیة بجامعة العلّامة الطباطبائی. کما رغب فی الحدیث عن نشاطاته العدیدة فی جامعة سوران وفی مرکز بحوثها، ولکن ضیق وقت الندوة لم یسمح له بذلک وحال دونه.

وأشار الدکتور خورشا إلى مسار تأثیر إیران ومصر وترکیا على بعضها البعض فی السابق، وقال إنه عند حدوث تغیرات ثقافیة وعلمیة فی إحدى الدول الثلاث، لا سیما فی مجال الترجمة، کانت الدولتان الأخریتان، تبدأن نفس الإجراءات والتغییرات بعد مرور عدة أشهر قلیلة.

کما أشار إلى الأواصر الثقافیة بین إیران والعراق والتأثیر الثقافی لإیران واللغة الفارسیة على العراق، وقال، إن التشابک والعلاقات بین هاتین الثقافتین واللغتین العربیة والفارسیة کبیرة للغایة. حیث یمکن القول ان فی بیت کل عراقی هناک إیرانی کما "أن هناک ترکی فی بیت کل مصری" على حدّ قول الأستاذ الدکتور طه حسین.

ارسال نظر