علی محمد مؤدب
تعریب: موسى بیدج
یکتب القصیدة على نمطین العمود و الحر. حصل على جوائز شعریة عدة و أثارت قصائده النثریة التفاتة النقاد. عمل لسنوات أمینا لتحریر مجلة شعر. من مجموعاته الشعریة المنشورة: قصائد حب إبن نوح، أموات محترفون، نحن نفهم الحرب هکذا، حروف الألف الخطأ.
قصیدة 93
الجبال تبلى
و الابتسامات تذبل
و الأنهار تجف
و الإنسان یمضی کما الحزن
**
أنظر إلى فتاة
کانت بالأمس تبکى على مشطها
صارت إمرأة
یبدو أن شعرها لا یحتاج إلى المشط
فی صخب النرجیلات الضاحکة
**
إختلط مع العیش
کما تختلط قرون الوعول مع بعضها
و مثلما یختلط العطر مع الریح
و المرأة مع الرجل
**
إختلط مع العیش
مثلما یختلط مرهق مع الهاویة بیدیه
و إن لم یسعفه الصراخ
فالحیاة لیست أغنیة
ترددها من أجل الجبال
و تنتظر.
القصیدة 68
الجبال نبتت أسنانها
الأشجار نبتت أسنانها
الأغصان نبتت أسنانها
و رضیعة أختی نبتت أسنانها
من یرید أن یمضغ من؟
القصیدة 69
و هذا ربیعی التاسع و العشرون
متعب أنا من یقظة عیونی
و ممدد فی شارع طویل
أنتظر ربیعی الأربعین
أنتظر أحدا یأتی و یوقظنی.
القصیدة 57
فی منتصف اللیل
کنت خائفا أنت
مثل ذلک الغروب
الذی سقطت الریشة من ید کمال الملک
و حملق به الحرس
**
حین خرجنا من نیسابور
کان اللیل مازال تاریخا
لم تکن تعرف أنک خائف
لم تکن تعرف أن أرواح إنطوت فی صدرک
لأولئک الذین سیتذکرون
رائحة فم المغولیین دوما
**
لم أکن أفتح فمی
کی لا تؤذیک رائحة الجثث النتنة
و لا تغض النظر
عن صدر القمر المشقوق
و الساقط على الطریق.
القصیدة 56
قم
و حرّکنی
**
تأتی الأغانی الظمآنة إلى بیتی
کلّ لیلة
و تطلب حناجر
فأغانی النسوة و المساجین على عهدتی
عبرة القلائد
و عقدة الأساور
**
بحّ صوتی
و رکبتای على وشک الإنهیار
لکننی مازلت الشجرة الوحیدة الواقفة
فی هذه البلاد
**
قومی
و حرّکی المهد بنیة الإستیقاظ
أیتها المرأة القریبة!
ففراقی عنک حکایة
سمعتها فی القصص و حسب
لاتکترثی بالتهم التی تضربنا کتفا فی الشوارع
لاتکترثی لفم نوافذنا المغلقة
لاتکترثی لموائدنا و رحلاتنا البعیدة
ففی یوم ما ستلتقی أغانینا
**
حرکینی بصمت
حرکینی یا مریم!
**
یا مریم
لیلة القدر هذه کالعادة
و الشمس ترتفع کالعادة
و الصلاة تشخر کالعادة
أنا نخلتک المرهقة
فلو أطبقت جفنی
فحین یعود المصلون
سیصنعون من قامتی المرتفعة صلیبا.
القصیدة 11
أحببتُ عینیک
لیس لأنک کما الآلهات و العفاریت
کنت قادرة
أن تجففی بها الأنهار
و تجعلی الناس أحجارا
و تخرجی من فوهات الجبال نارا
**
أحببت عینیک
لأنک کنت قادرة أن تنظری بهما
على فکرة
ماذا تعملین دون عینیک؟
**
و على فکرة
ماذا أعمل أنا بدون عینیک؟!
القصیدة 9
عم تبحث أیها النسیم العبوس
بأصابعک المدماة هذه
الا تؤذیک الأشواک هکذا؟
**
أنا أبحث عن مزرعتی، یا سیدتی
أرید أن أختبىء بین القمح
و بین ظفائر أخواتی
**
عم تبحثین أیتها الشمس الشفیفة
بأصابعک المحترقة هذه
الا یؤذیک اللهیب هکذا؟
**
أنا أبحث عن مزرعتی، یا سیدتی
أرید أن أغرق أصابعی بین القمح
و بین ضفائر أخواتی
**
عم تبحث أیها الشاعر المرهق
بکلماتک المصابة بالضیق
الا یؤذیک الأطفال هکذا؟
أنا أبحث عن مزرعتی یا سیدتی
أرید أن أنشد قصائدی
للقمح
ولظفائر أخواتی!
القصیدة 5
کلّ لیلة
أعبر بالقرب من کوشک الهاتف
و أرى المتمکنین یهاتفونک
و هنا
الجمیع یتحدثون معک
**
بعضهم ضاحکون
و بعضهم حزانى
و بعضهم غاضبون
لا أدری کیف یتسنى لک
أن تحادث الجمیع
بالحبّ فی آن واحد
و أن تُرجع الجمیع راضین
سابقا حیث کنت أهاتفک
لم أکن أفقه
لکننی أصبحت الآن أفهم رویدا رویدا
کم کنت تجید أعمالا عجیبة و غریبة!
القصیدة 111
قلت لک
أن الکلمات حیّة
مثلک
مثل الفراشات
مثل الأسماک
و الآن تملأ العقارب رأسی
و السرطان تتدلّى من أصابعی
و الأفاعی تلتف حول رقبتی
أرید أن أکتب لک قصیدة جدیدة
أیها الخائن.