محمد حسین جعفریان

الزمـن مسـرحیّـة کبـیـرة

الزمـن مسـرحیّـة کبـیـرة
شاعر و اعلامی و مخرج للأفلام الوثائقیة. ولد عام 1967 فی مدینة مشهد، مرکز محافظة خراسان الرضویة. عمل مستشارًا ثقافیا للجمهوریة الإسلامیة فی أفغانستان لدورتین متتالیتین.
سه‌شنبه ۱۷ اسفند ۱۴۰۰ - ۰۹:۴۶
کد خبر :  ۱۵۵۹۳۱

 

 

 

 

 

 

 

محمد حسین جعفریان

  تعریب: موسى بیدج

 

إشتهر جعفریان بقصائده النثریة المطولة و أفلامه الوثائقیة عن الحروب المحلیة فی أفغانستان و طاجیکستان و البوسنة و کوسوفو و باکستان و کشمیر و العراق و لبنان و غیرها من المناطق الملتهبة. و قد أخرج فیلما عن حیاة القائد الأفغانی أحمد شاه مسعود. إضافة الى الأفلام الوثائقیة، أصدر جعفریان تألیفات متعددة فی الشعر و النثر منها: على هامش الشطّ، و شبابیک مطلّة على البحر، و صرخة خلف نافذة العالم، و أکتاف بامیر الجریحة، و فی عاصمة النسیان.

 

    أناس صغار نعرفهم

یسقط الألبوم عن الرف

و تمتلئُ الغرفة فجأة

بأناس صغار نعرفهم

وبإزدحام و ضجیج

**

أنا وحید

عزفی جمیل و نحیبی

لکنهم لا یسمعون

و لا یرون

**

نحن قتلة مخلّصنا

قتلناه کی نلهو

فی شارع فخم

و لیلة شتویة

لم یتسنى له أن یمرق الى بیت

و تجمّد على الرصیف

کانت المکتبات تکتظ بإسمه

و کان غالبا ما ینام فی ساحات المدینة تحت نصبه

وحیدًا و جائعًا

**

برأیی؛ الزمن مسرحیّة کبیرة

تعرض على مسرح عظیم لا أدری أین

و المخرج عطوف و عنیف

البیوت و الشوارع کذبة

الآمال و الحبّ

و القارات

و الکلمات أکاذیب

و المرض و الموت، حتى

لعلّها تتغیّر

لعلّها تغیب، لعلّها...

فالأکلات و الأکاذیب، حقیقة لا غیر

کل صباح

تکتظّ الشوارع بالممثلین

و تفرغ منهم کل مساء

و سأضطرّ أن أکرّر

نحن قتلة مخلّصنا

قتلناه کی نلهو

و کی نستریح

و من أجل إشباع الفضول

أرسلنا الى شرایینه بدل الدم هواء

فی مستشفى حدیثة

و دفنناه بین الحروف و الأصوات

و فی الفنون

قتلناه بین شقوق الاسمنت

على نصب عالٍ

فی ساحة عظیمة.

 

 

      إعتراف

  • قل أحبّکِ

ضغط على الجبل الذی بین قبضتیه ثانیةً

فذاب

فسکبه فی کأس ظمآنة

  • قل أحبّکِ

فانتشر مرّة أخرى

و خلق من السهول الجرداء غابةً

و حدّق بالحدیقة القابعة على السجّادة العتیقة

بهجوم الورود و السیقان المتسلقة الحیّة

و أنغام البلابل الفرحة المتلهفة

لکن الصوت المقابل صاح به ثانیة:

  • قل أحبّکِ

فذاب ثانیة

و ملأ ذوبانه الغرفة

و هربت أفواج الأسماک الملوّنة

من فم النافذة

إلى حنجرة الروضة المصابة بالجفاف

و لکن الصوت المقابل أطبق  جفنیه

مبللا و خائفا قائلا:

قلها فقط

  • قل أحبّکِ

**

و لکن وا أسفًا

کان الرجل الأبکم میتا.

 

 

    کل شیء تخلف

تارةً

أفکّر أن الموت لیس بهذا السوء

لأن ذلک الکوخ الکبیر

و الوحید

و المقیم فی الثلج

أصبح لا یطیق إبتعادی.

**

تارة أفکّر أن الموت لیس بهذا السوء

و على الأقل فأنه سینجینی من

تناول هذه السَلَطات الکریهة الرائحة

و من رؤیة هؤلاء الأناس الصغار و الوحیدین

و من رؤیة ضابط المرور العبوس و المکتظ

بأوراق الجزاء

و من رؤیة ساحة الحریة الهرمة

و هذه الکتب و البنادق التی لا یشتریها أحد

و یخلصنی من الحزن على هذا الطیر التائه  

و صراخه الدامی بین أقواس أبراج «اکباتان»

**

تارةً

أفکّر أن الموت لیس بهذا السوء

فعندما أنقر على الطابعة؛

سلاما!

یُکتب على الورق؛

وداعا!

و حین أسأل

لِمَ یسقط کل شیء؟

فیسمعون

بیتزا الکمأة و صوص الخردل من فضلک! 

حین لا یکون المطر جمیلا

و تکون الحبیبات عادیات

حین لا تکون المقبرة شاعریة

و مدینة بابلسر کأی مدینة أخرى

و حین أهرم و لست قادرا

على حمل قاذفة الصواریخ

و الحرب مستمرة.

**

صعدت

صعدت الى الأعلى

لکن کل شیء تخلّف فی الأسفل

و الآن تعذبنی فکرة القفز من الطبقة التی أقیم فیها

و الآن یخیل لی أن شریط النقالة دارت بی

و قربتنی من قسم التشریح

و من تلک المجموعة الجمیلة

یجب أن ینسى قسم منها

و یخصص قسم لإصداره الى المصانع الکبرى

و قسم للقمامة

و یستخدم مقادیر منها

فی صناعة المعلبات

و هنا ینتهی عمر المجموعات...

**

قفل الحقیبة الهرمة یسقط فی الدهلیز

و تتبعثر الثیاب

التقط معطفی المطری لأعلقه على الشماعة

و مثل مندیل الساحر

یسقط منه

عددا من الحمام، باقة من الورد

شموعا و أقداحا

و لکن آهٍ

فالحمامات میتة

الورود ذابلة

الشموع منطفئة

و الأقداح مفطورة.

**

أعود الى غرفتی

التی صارت جغرافیا لوحدتی

العقارب تهبط بتأن من ساعة الحائط الکبیرة

تهجم علیّ أولا

ترید أن تلدغنی

و بعدها تندم

فنحتسی الشای مع بعض

و نتحدث عن ذکریات الطفولة...

و بالتالی

هم کذلک ینامون معی بالقرب من المدفأة الملتهبة

لا أدری متى،

أفیق

أحدّق فی عقربة الثوانی

و هی الأجمل نائمة

و أفکر بطفولتی

**

أقترب من النافذة

أسحب الستارة جانبا

آه، ما زال الوقت کما کان

صباحا تارة و تارة مساء.

ارسال نظر