منذ تأسیسها عام 2015 و"جائزة الشیخ حمد للترجمة والتفاهم الدولی" تعمل على توسیع أفق الترجمة من وإلى اللغة العربیة، عبْر أخْذها إلى مناطق جدیدة أبعد من تلک التی تتسیّد المشهد الترجمی العربی بشکل کبیر: الفضاءان الإنکلیزی والفرنسی؛ من دون التخلّی عن النقل من هاتین اللغتین ومن غیرهما من اللغات التی تعرف إنتاجاً معرفیاً کثیراً. هکذا، مثلاً، حضرت اللغة الصینیة فی نسخة العام الماضی من الجائزة کلُغة ثانیة إلى جانب الإنکلیزیة، فیما خُصّصت أربع جوائز فی فئة الإنجاز للّغات الأردیة، والأمهریة، والیونانیة الحدیثة، والهولندیة.
الیوم، أعلنت الجائزة فتْح باب الترشُّح والترشیح للنسخة الثامنة منها (دورة 2022)، إذ تُقبل الطلبات حتى منتصف آب/ أغسطس المقبل. وتحضر الترکیة کلُغة ثانیة فی جوائز هذا العام إلى جانب الإنکلیزیة، فی حین اختار مجلس أمناء الجائزة خمس لُغاتٍ جدیدة فی فئة الإنجاز، بحسب بیان للمتحدّثة الرسمیة والمستشارة الإعلامیة للجائزة، حنان الفیّاض.
وتنقسم الجائزة إلى فئتین، تُقَدَّم فی الأولى منها جوائزُ ترجمة فی الکتب المفردة ضمن أربعة فروع: الترجمة من العربیة إلى الإنکلیزیة، الترجمة من الإنکلیزیة إلى العربیة، والترجمة من العربیة إلى الترکیة، والترجمة من الترکیة إلى العربیة. وتبلغ قیمة کلّ واحدة من هذه الجوائز مئتی ألف دولار أمیرکی، بحیث یحصل الفائز بالمرکز الأول فیها على مئة ألف دولار، والفائز بالمرکز الثانی على ستین ألف دولار، فیما ینال صاحب المرکز الثالث أربعین ألف دولار.
أمّا الفئة الثانیة فتشمل جوائز الإنجاز فی اللغات الفرعیة المختارة، وهی الترجمة من العربیة وإلیها فی خمس لغاتٍ، هی: بهاسا إندونیسیا، الکازخیة، الرومانیة، السواحلیة، الفیتنامیة. و تُمنَح الجائزة لمجموعة أعمال مترجمة من هذه اللغات إلى العربیة ومن العربیة إلى تلک اللغات. وتبلغ القیمة الإجمالیة لجوائز هذه الفئة ملیون دولار، فیما تُخصّص الفئة الثالثة للإنجاز فی اللغتین الرئیسیّتَیْن (الإنکلیزیة والترکیة)، وتبلغ قیمتها مئتی ألف دولار.
وتسعى الجائزة التی أطلقتها دولة قطر عام 2015، إلى تأصیل ثقافة المعرفة والحوار والتفاهُم، ونشر الثقافة العربیة فی مختلف أصقاع العالَم، وتشجیع عملیات المثاقفة الناضجة بین العربیة وبقیة لغات العالم، وذلک عبر تکریم المترجمین وتقدیر دورهم فی تمتین أواصر الصداقة والتعاون بین شعوب العالم، وتقدیر دورهم عربیّاً وعالمیّاً، ومکافأة التمیّز فی هذا المجال، وتشجیع الإبداع، وترسیخ قیَم التعدُّدیة والانفتاح.
وأشارت حنان الفیّاض، فی البیان، إلى أن الجائزة "نجحت فی تشجیع الأفراد ودور النشر والمؤسسات الثقافیة العربیة والعالمیة على الاهتمام بالترجمة والتعریب والحرص على التمیز والإبداع فیهما، والإسهام فی رفع مستوى الترجمة والتعریب على أسس الجودة والدقة والقیمة المعرفیة والفکریة، وإغناء المکتبة العربیة بأعمال مهمّة من ثقافات العالم وآدابه وفنونه وعلومه، وإثراء التراث العالمی بإبداعات الثقافة العربیة والإسلامیة"، منوّهةً بدور الجائزة "فی تقدیر کل من أسهم فی نشر ثقافة السلام وإشاعة التفاهم الدولی، أفراداً ومؤسسات خلال السنوات الماضیة".