سید أکبر میرجعفری
تعریب: موسى بیدج
توظف فی وزارة التربیة و التعلیم متعاونا مع مدیریة تألیف الکتب المدرسیة. له إصدارات متعددة منها؛ کلمات من قماش الزمن، نهایة أجراس العالم، العصفور لیس شوقا قلیلا، القمح و السلوى.
خریف
بالمناسبة
نحن تلک الأوراق
الجالسة وحیدة على المصطبة
و هذا الذی یجلس قربنا
وحدةٌ أو وحید...
**
لیتهم یضعون المصاطب
على توقیت المواعید.
تحلیق
کانت الملاءة لم تزل دافئة و خافقة
و حفنة من ریش الملائکة
کانت بالقرب من مخدتک
و أنا قبل ذلک
لم أر أبدا النافذة
فاغرة الفاه
من شدة حیرتها.
بضع لحظات من لقاء
ها أنا أمدّ نافذتی
و أرفع عنها الستار
و أمنح لمزهریتی سماءً
ها أنا على وشک الوصول
إلى دقیقة یقرع فیها الجرس
لأرى خلف الباب ساعة قدیمة
أنت لی لبضع لحظات من لقاء.
نیسان
تکثرین
و تزدادین
و تصبحین أکثر حنانا
و کأنما تقفین خلف الباب
مع الزقاق کله
و أنا أقف منتظرا
مع الدار کلها
تقرعین الجرس
أفتح النافذة
کم یناسب هذا الطقس ثوبک!
کم مصطبة تملک الوحدة
مثلا هنا
فی حدیقة شقائق النعمان هذه
کم مصطبة تملک الوحدةُ
أ تعددها؟
لا تثق بأصابعک
فمن خلالها
ممکن أن ترى أشجار الصنار حتى
تقف هنا
و تظهر بالقرب من صورة تذکاریة
لکنک لاتمیّز بین شقائق النعمان
و الوحدة التی غمرت أشجار الصنار.
إلى حین الشجر
لصقت رأسی بزجاج الباص
فانفتح على باحة دارک
**
کان ماء الحوض قد إختفى
خلف ریش الحوریات
و أوراق الصنار
**
لم أتعرف علیک
و لم أمیز بینک و بین
ورود آس الجار
بعدها
ظهرت على شفى قدح فی النقطة ذاتها
حیث سحبت الشمس الیها
أردت أن أقول شیئا
فجاء صوت:
أیها السادة
إنزلوا
بالسلامة
تذکرتُ:
لعل دارک لم تکن فیها باحة
تجهزت للنزول
و کان الرکاب
أشجارا
بین واحد و آخر!
طریق
إختار کلّ منّا
أنت إخترت طریقا سویا
و أنا إخترت شریانا مزدحما
أنت إرتقیت مسامات الدردار
و وصلت إلى العصفور
و هو لیس بشوق قلیل
**
لکننی وصلت
إلى «أن تصرفات القاتل عادیة دوما»
فشریانه لا تناسب أی شارع
و لا یعرف
فی أی الطرق السریعة سینقطع!
لعل
- هل أتاک أحد؟
- لعلّ
فرائحة عطر إمرأة
قد جاءت بالمصعد إلى الأعلى!
أنت
تحدثین
فی کل الأنهار و السهول
و التوت البری
یسعى لانتشارک.
لا یُعرف
متى أین ذهبت
حیث تنزلین من رؤوس
شجرة الصنار
و تعلمین جیدا
کم تملک الصنارات من أصابع!
لمعان
عروقی
مازالت لامعة
کلّ صباح
حین أنزل من الدار
مع أول شمس
تبدأ شکوکی بفطوری
و بالشمس التی شربتُ
فکیف أقول الآن:
کم کنت أبیض لیلا
و أین ماذا شربت؟
هل ستصدّق؟
سفر
لم نکن نبدأ رحلتنا
و سکة الحدید
کانت قد وصلت بساتین الرمان
**
بدأنا الرحلة
ماذا جرى على هذه السکة
و ماذا لم یجر؟
کإنما لاشیء
فلا أثر لمن مرّ علیها
و مررنا
و کان زمن الرمان
قلت:
- ماذا ستأخذ من هدایا
تعذر
- بضع قاطرات
و لم نتوقف
کان خط الحدید
یصب فی الافق
و کان الرمان ناضجا
و کنا فی إحمرار
و لم نکن.