قصة قصیرة

نزیل الغرفة رقم 17 / محمد جواد جزینی

نزیل الغرفة رقم 17 / محمد جواد جزینی
ولد عام 1965 فی إحدى القرى التابعة لمدینة "اصفهان" حصل علی دبلوم فی علم النفس التربوی و لیسانس فی الأدب الفارسی.
سه‌شنبه ۲۵ خرداد ۱۴۰۰ - ۱۱:۰۶
کد خبر :  ۱۴۳۷۸۱

  

 

 

 

 

نزیل الغرفة رقم 17

 

مـحـمـد جـواد جـزیـنـی

 تعریب: فرزدق الأسدی

 

بدأ بنشر قصصه منذ عام 87 و منذ ذاک الحین یتعاون مع مرکز الفکر و الفن الإسلامی فی طهران حیث ترأس تحریر بعض الدوریات و المجلات المختصة بالقصة. عناوبن بعض أعماله: "عشیرة بلا فارس" ، وداعاً أیها البطل، "الماء، الریح، النار" ، "الصیف الملیء بالمغامرات" کتب جزینی قصصاً کثیرة عن الحرب.

 

 

 

ربما لم یکن یعلم أی من أصحاب الحوانیت أو المارة فی شارعی "چراغ برق" و "باب همایون" أن المسافر المستلقی علی سریره فی غرفة رقم 17 بفندق "سعادت"، هو رجل قد قضی سنین عدیدة فی جبهات القتال لإنقاذ بلاده.

هو یسعل طوال اللیل من سریره الحدیدی النطاط بغرفة رقم 17 المطلة على شارع "ناصر خسرو" داخل مندیله کی لا یزعج سعاله الجاف المسافرین فی الغرف الأخرى. یترک سریره مرتین فقط لیصب فیهما الماء من المشربة البلاستیکیة الحمراء فی الکأس لیرطب به حلقه.

فی المرة الأولى التی یتطلع فیها الرجل من النافذة الصیفیة الساخنة إلى شارع اللیل ترکن سیارة رکاب سوداء إلى جانب ساقیة الشارع و على جانب من محل عبور المارة کابحة على فراملها.

و فی المرة الثانیة حیث یفرغ الرجل ما تبقى فی المشربة فی الکأس البلاستیکی ینظر إلى الشارع الخالی من المارة والذی تجتازه فقط سیارة البولیس بضوئها الدوار.

حتى لم یمس الرجل الغذاء الذی کان قد اشتراه أول المساء من البائع المتجول بتقاطع میدان "توپخانه"؛ و کان قد ترکه على الطاولة البلاستیکیة المرکونة بجانب النافذة. کان قد رأى تحت ضوء الشارع الباهت رجلاً یبیع على عربة یدویة البیض والبطاطا المسلوقة مع البهارات.

کان البائع المتجول قد قال له: "هذا الغذاء ألف مرة أفضل من الکباب المشویّ!"

کان البائع المتجول جنوبیاً من ضحایا الحرب. من قضاء "کوت عبدالله" بمدینة خرمشهر. دمرت الحرب بیته، لذلک توجه إلى طهران. استأجر بیتاً فی حارة "ناصر خسرو"؛ و بقی هناک. والآن کان قد وفـّر لنفسه عملاً. وعندما سأله المسافر هل هو راض أم لا قال له: "إن یترکنا رئیس البلدیة وشأننا؛ تدر علینا لقمة للعیش!"

کما أن حفیده کان قدافترش قبالته معدات صباغة الأحذیة. کانت للولد سحنة محمصة و أید سریعة فی عمله. لکن لم تکن للرجل المسافر أحذیة صالحة للصبغ.

فی بلدته کان الرجل ینصب و یصلح سقوف الجملون. کان قد أصلح سقوف الکثیر من البیوت. ترک الرجل عمله عندما بدأت الحرب و توجه إلى الجبهات. حتى أنه جرح عدة مرات فی تلک الفترة. و لکن قبل أشهر و عندما ازداد سعاله أصرت زوجته علیه کی یذهب إلى العیادة. فی العیادة کتبوا له تحلیلاً؛ و عندما رأى الطبیب جواب التحالیل قال إن علیک الذهاب إلى طهران. و کتب بعد ذلک له على ورقة: مستشفى ساسان.

لذلک توجه إلى طهران. قضى اللیل فی فندق "سعادت" کی یذهب فی الصباح إلى المستشفى.

عندما قال له الطبیب هناک: "إنک مصاب بالکیمیائی!" فکر الرجل فی أی مکان و متى ربما أنه أصیب بالکیمیائی!؟ هل فی جزیرة "مجنون" أم عنداجتیازهم "نهر جاسم" ؛ أو لربما عندما کانوا یخرجون جثث زملاء القتال فی کتیبتهم من "قناة الأسماک" .

لم یتذکر شیئا کلما فکـّر. لذلک قرر أن لا یتعب نفسه بهذه الأفکار. کان الرجل عندما سلـّم صاحب الفندق هویته أوصاه بأن یوقضه فی السادسة صباحا.

لذلک و فی السادسة و سبع دقائق بالضبط صعد صاحب الفندق برجلیه المشلولة الدرجات و طرق باب الغرفة رقم سبعة عشر عدة مرات. لکن عندما لم یسمع حسیساً من الغرفة عاود الطرق مفکراً و نفسه أن نوم مسافر الغرفة رقم 17 هذا کم هو ثقیل!

 

برچسب ها: محمد جواد جزینی

ارسال نظر