بیجن نجدی
تعریب: موسى بیدج
یصنّف النقاد أعمال نجدی ضمن نطاق الأدب المجدد للحداثة و المؤثر فی تغییر ذائقة القراء کما یشیرون الیه کمن عمل على تقریب النصوص الشعریة و القصصیة من بعضها البعض.
بیجن نجدی شاعر و قاص مقل نسبیاً فقد صدرت أعماله الشعریة الکاملة بعنوان ابن عم شجرة الحور و أعماله القصصیة و عنوانها الفهود التی رکضت معی. توفی إثر مرض عضال 1997 و هم لم یتجاوز السادسة و الخمسین.
أحلامنا
مصیبة أن لانحلم
و أن تهرب الأحلام من فراشنا
علی سطوح الصیف
مصیبة أن لانسمع صوتاُ فی منامنا
و الصمت
یُسمعنا هدیر الإسعافات
فی اللا شیء، ننام و نستیقظ
و فی اللاشیئات الصباحیة
تعبر الإسعافات بإستمرار.
الألوان
جاء الأخضر من الشجرة
و الرمادی صار لوناً للتراب
الأصفر
کان ستائر معلقة علی الغروب
قلت للعابرین فی الشوارع
إفتحوا الطریق
کی یعبر الأسود جنب أکتافکم
کانت الألوان مصیراً للحشائش
الأزرق
صار مائیاً على الماء
و الأحمر على الدم
کان أسمه قرمزیاً
ألة الستار لاتسمعنی
و النهر لایعبر بیتی
و الألوان رحلت الى منظومة أخرى
فلیت رماد هذه التربة
یعود یوماً الی أخضر الشجر.
طیور
الطیور التی لاتبکی
والتی لاحول لها للجلوس
علی الأغصان
الطیور التی لاتأتی
من قباب المساجد
و من باحات الکنائس
تلک الطیور
حوصلتها مکتظة بالکلمات.
ستائر الغرفة
ستائر الغرفة
حبلت بالریح
أسنان المدفئة متجمدة
تحت خشخشة المذیاع
و من على الرف
تنسکب رائحة فم المذیع
علی الفرشة
فی فلسطین
یطرقون الأبواب بعقب البنادق
و سلال الموز فی أفریقیا
لیست أکثر إصفراراً من بشرة أمواتی
فی أفریقیا قلبی
لیتنی کنت فی سفینة فضائیة
فی کثیر من الظلام
أبعد من کثیر من البکاء.
کم خائف أنا
کم خائف أنا من البحر
من السماء الملتصقة به
من ستائر الغیم الممزقة
المنهمرة علیه
و من السبت الذی یعبر تحته
من الأشجار المنهکة قربه
فهکذا خوف مفعم بالحب
لا أظنه صاحبَ صیاد ما
فی ذهابه الی البحر.
أصبحت عجوزاً
صدقونی أصبحت عجوزاً
و أصابنی الخرف
و لکن
فی یدی سیف ثقیل
لیس علیه قطرة واحدة من دم
و هامته البریئة إتکأت على جرح الأرض
ساعدونی
إیاکم أعنی یا أولادی
و یا أحفادی من کنّات قدری المرهق!
ساعدونی
کی لا أدفن مع سیفی
و کی لا تدفن أحلام هذا السیف.