منوجهر آتشی

الصوت والصمت

الصوت والصمت
شاعر ومترجم. ولد عام 1931م فی قریة من نواحی دشتستان، فی الجنوب الإیرانی. إنتقل الى العاصمة طهران ودرس فی أحدى جامعاتها اللغة الإنکلیزیة. بدأ مشواره الثقافی فی العمل الصحافی وتعاون مع مؤسسة الإذاعة والتلفزیون.
سه‌شنبه ۱۸ خرداد ۱۴۰۰ - ۱۲:۰۴
کد خبر :  ۱۳۹۷۱۷

 

 

 

 

 

 

منوجهر آتشی

 

تعریب: موسى بیدج

 

فاز بجائزة کتاب السنة ثم جائزة (وجوه خالدة). توفی إثر نوبة قلبیة فی عام 2005م. صدر له خمسة عشر کتاباً. بعض عناوین کتبه: موسیقی أخرى / أغانی التراب / لقاء فی الفلق / کم مرّ هذا التفاح / حادثة فی الصباح / جذور اللیل.

 

     کابوس فی الحدیقة

و فجأة

إستحالت أشجار الحدائق

جنودا ً للعدو بملابس خضراء

و حوصرنا

بین الأوراق  و الأغصان

­ رماحها و مهامها

و صرنا

کما الشجیرات الشابة

لا حول لنا فی البقاء و الهروب

 

ماذا جری؟ أین إختفی

الظل الظلیل و الماء العذب

و العبور الهادی بین الأزقة و الریاض؟

و الآن حیث أشجار الوطن أستحالت أعداد

ما العمل؟

أنتم أیها الجالسون

علی هامش الکتاب و المدفئة

نحن

لا نملک للقتال بندقیة

للکلام          شفاها ً

للعیش          ظلا ً

و للموت       حفرة ً.

 

      عن الموجود

دوما ً

نحکی عن اللاموجود

عن الماء فی الصحراء

عن الحب و عن الخبز فی البیوت

(کأنما الحیاة

هکذا أجمل!)

و دوما ً

صوتنا أعلیٰ عن اللاموجود

عن الإحتفاء بالضیوف

عن اشرف فی المعاملات

و عن العدل فی اطار الظلم

هکذا کانت و مازالت حکایاتنا

(فالحیاة الکاذبة

کأنها أجمل)

 

تعالو و لکن

کی نحکی عن الموجود

عن الکذب الحرام

النابت علی جدراننا کالفطر

هذا الذی ضیق فصحة العیش

علی القمح و الورود

تعالوا

کی نحکی عن هذا الآن!

 

      الصوت و الصمت

ماذا أقول.

و کیف أقول

فی تربة لا تسمح الحدوات للسکون

و الحب

حمامة و حیدة

و بعیدة عن دیارها 

 

ماذا أنظر

و کیف أنظر

الی سماء صارت زرقتها شجرة منقرضة

و القمر

قنبرة  (قبّرة) باهتة علی هامش الأفق

معلّقة بسقف نعمتها الیلوّدیة

 

ماذا أغنی

و کیف أغنی

فی سوق هرولة

لا یسمح الصوت للصمت لحظة ً

و الکناری

ذاکرة من نوع القفص؟

 

     

      قصیدة بلا تاریخ

کان بالأمس او بالغد

قصیدة کتبتها او نویت کتابتها

کان بالأمس او بالغد؟

 

قی حنجرتی

مازالت خفقان عبرة لم تتفح

فی حنجرتی

صدیٰ إعتراف لم یؤدیٰ؟

 

وردة قابعة فی حنجرتی

وردة بلا تاریخ وبلا متلق

مثل غروب نحیبی.

 

     غزل هاتفی 3

(ألو؟

ماذا؟

لا یصل الصوت؟

قلت مازلت تحبّ .... ألو؟)

 

لاجدوی من ذلک

الصوت لایصل

لعل الأسلاک أصیبت بالزکام أیضا ً

لعل السوس الجدید

قرضت أحشاء الحواسیبت 

 

(ألو؟ ألو؟ ماذا؟

قلت ما زلت ...)

الصوت لایصل

و حین لایصل

فالأحاسیس تتعطل

و المفردات تفقد رنینها و لا تهز الشریان

 

لسنا نحن

فهذ، السیارات والمکائن

تتحدث مع بعضها

بضجیح أجزاءها 

 

لسنا نحن

لأننا لا نتحدث

و الحدیث بیننا صار حفرة عمیقة

و الضوضاء المحیط بنا

إنه صدی

لکنه لیس لأی حادثة مهمة.

 

(ألو؟ ألو؟ ماذا؟

قلت مازلت تحب ...؟)

لا جدوی من ذالک

فالصوت لایصل.

 

برچسب ها: منوجهر آتشی

ارسال نظر