ید الله مفتون أمینی
تعریب: موسى بیدج
اشتغل أمینی واحدا و ثلاثین سنة فی وزارة العدل و تقاعد سنة 1980 لیتفرغ للشعر و الأدب. یکتب القصیدة باللغتین الفارسیة و الترکیة الآذریة. بدأ فی مجامیعه الأولى مناصرا للقصیدة العمودیة و لکنه انتقل بعدها الى قصیدة النثر. من مجامیعه الشعریة: «البحیرة»، و «عاصفة الثلج»، و «حدیقة الرمان»، و «الفصل الخفی».
العاتبون
آه
یا له من زمن
و من کثرة العتاب
*
الخریف یعتب على السنونو:
عند وصولی
رحلت
*
النجوم تعتب على القمر:
اللیل
لیس وقت للزهو
*
الدرویش یعتب على المومس:
لم قللت من الدلال
*
و أبلیس یعتب على الرب:
بعت النار بالتربة
و التربة لم تشتریک
بحبتین من القمح
اسکندر یعتب على الشمس:
انک فصلت بینی
و بین دیوجین
*
و المنطق یعتب على أرسطو:
لم تعمل على نشأتی
لأکون قادرا على السلاح
أو الصلیب
*
الأرض تعتب على الزمن
و أنا أعتب علیک
لأننی کنت مکتظا بالیقین
و ملأتنی بالشک
أیها الشعر.
سیدة فی الریح
أمل
هالک فی الزمان
ما زال یبحث عن اللاموجود
أکثر من بحثه عن الضائع
*
یعبر مرهقا من الشوارع العادات الشخصیة
یضطر للتوقف خفیة
یتکأ بعیدا عن الأنظار
یحتاج الى احترام و دعم
و لا یحتاج الى مماشاة
أو ترحم
*
ثمین
أصیب بالعطب قبل الموعد
جمال باهت
یشبه مساءات المواعید الکثیرة العطر و القلیلة الکلام
عجز یحارب الإنفعال
یسترجع الکشف من الدقة
بعینین خضراوین صغیرین مشعین
أو جمال تحول الى فخامة
جاء من القصص
فی الأیام العاصفة
و ساعات الفراغ
یجر عصاه
و یواظب على کبریائه شبه المحطم
لیتجول على أرصفة الإحتمال
فتهب موجة ریح جدیدة
تدخل الطراوة الى قلبه
و أکثر من ذلک
قطرات مطر کبیرة
تبلل بشرة قلبه المصاب بالجفاف
*
آه
سیدة فی الریح
قصیدة جاریة لکنها مکتظة بالرموز
کتبت بغمزات العین
و تقرأ بخفقان القلب.
النوافذ، و أنا
فی المرة الأولى
رأیت النوافذ فی صف المدرسه
و کانت أشعة الشمس
تصبغ السبورة السوداء
بلون ذهبی
*
و فی السفرات القدیمة
أیام الشباب
کانت نوافذ القطار
تؤطر الصور الهاربة
لعینیّ الحریصتین
و کانت نوافذ السقوف فی المصیف
تمنح رقص ذرات الغبار
جمالا و عظمة.
*
النوافذ، آه لتلک النوافذ
التی کانت طریقا للرؤیة
أو طریقا للخیال.
نافذة السد
حدیدة بین القوة و الفعل
و نافذة القلب
تفتح و تغلق بین لحظة و أخرى
دقیقة حمراء
تقول أن الحیاة و القلق توأمان
*
النوافذ فوق
النوافذ تحت
*
نوافذ الطائرة
شفافیة تکرس المشاهد بالقرب منا
و تمنح اللحظة الراهنة رحابة
*
نوافذ السجون
أکثر ارتفاعا
من أن تختار البزوغ و الغروب عبرها
و أقل قامة
من أن تتحسر فیها
على تحلیق طیر أو بجعة
*
نافذة بالقرب
نافذة على بعد
النافذة فی البیوت الحدیثة
أجلسوها فی العلیة تواضعا
کی تجدد هواء التنفس
و لیس الرؤیة
و النافذة
فی غرف الأمس
کان حاجة للدخول
و مانعا للخروج
*
النافذة
أحیانا
إحتمال قریب من الیقین
و النافذة أحیانا
وسیلة تشبه الهدف
النافذة، أحیانا، تصبح سؤالا
و أحیانا تمسى جوابا
و أحیانا أدات إستثناء
و أحیانا أدات وصل
*
النافذة
معادلة مضیئة بین الوجود و العدم
...
و على هذا
فالنافذة، أحیانا
تصبح کل شیء
ماعدا قسم من حائط...