کمال شفیعی
تعریب: موسى بیدج
نشر مجموعتین شعریتین هما " أرید أن أقدم على عمل کبیر " و " الغزلان الحبلى " . وله مجامیع أخرى قید النشر. کما ینشط فی حقل أدب الأطفال حیث نشر فیه عدة کتب منها: درس الابتسامة الجمیل، على شاکلة العصافیر، تمثال لکناس وغیرها.
على أکف الثوانی
النهار یحتضر بین یدیّ
کما إحتضرت أم لیلى
اذاً لا یتسنى لی
أن أکون فرحاً بهذه الأیام
فنهر الکارون یتقیء دماً
ونحن لا حول لنا
یتم تشییعنا على أکفّ الثوانی
حلیمة تنتظر عبود
لیتقدم طالباً یدها
ومیاه الکارون مصابة بألم بالمخاض
والثوانی
تسقط قطرة قطرة
من بین أصابعی
الى الأرض
على أحدهم أن یعرض المرآة
على حلیمة
کی یتسنى للمیاه أن تضع ولیدها
ونسترجع منها جثة عبود
ألو ..
الجوّال لا یجیب
اذن تحدث لنا عن نهر الراین
وعن صبایا میکل آنجلو
بقاماتها الجمیلة البعیدة
مصاب أنا بالصداع
أعطنی تذکرة حافلة نقل الرکاب
کی أسافر الى عمق المیاه
وهذه الجثة
منذ الصباح
تتقیء على یدی، دماً
أخبروا حلیمة
کی لا تنتظرنی.
***
قلق
بندقیة أبی الهرمة
قلقة
على الغزلان الحبلى
التی تصرخ
محتمیة بالودیان
أبی قلق على الأطفال
الذین سینامون
دون عشاء
والغزلان
قلقة على أبی
الذی یعود
من ثغور الودیان
دون بندقیة.
***
الوقت لیس مناسباً
تعالوا
بکرسی مریح لهذه القصیدة
لأنها ترغب أن تضع رجلاً على رجل
وتستمع الى صمت الأشجار
خلف النافذة
کلا یا عمّ أحمد
هذا الوقت لیس مناسباً للموت
فأطفال هذه الصحراء
حین یسمعون قصیدة
تلتهب جلودهم ببثور الحساسیة
وتتعلق قلوبهم بما وراء النوافذ
ویتحدثون عن صمت الأشجار
بعبارات غریبة
إذن أتسمع منی
أجلس على کرسی مریح
وأقرأ من خلف النافذة قصیدة
فنحن الأولاد أیضاً
نرید أن نضحک على ذقن الموت.
***
صورة
القمر
کان یرتقی الأشجار
جانبی الشارع
وأنت
مثل الشهقة التی
تنزل من الحنجرة
تستحیلین فیّ.
***
فتوحات
تحیاتی أیها الاسکندر
کم صغیر قبرک هذا؟
الجرائد کتبت
أن سماء مقدونیة
تمطر زیتوناً
دعنی لا أزاحم نومک الوضیع
من الآن لک
أن تتحدث للدیدان
عن فتوحاتک
کما یحلو لک.
***
السلالة
لم یکن لأبی بیتاً
وإن کان فاتحاً
لبلاد کبیرة تنبض فی صدر أمی
وکانت الطیور
تصلی
لأکتافه العظیمة
أنا لا أملک بلاداً
ولا أتذکر یوماً
بلل المطر حقول یدّ أبی المجدبة
وإن کانت عیون أمی
مطیرة دوماً
وأنا لا حول لی
غیر أن أبتاع لک حاسوباً بالاقساط
وقصائد
تتابع من خلالها
صدى طیور لا بلاد لها.