موسى بیدج

سمعت صوتاً هاتفاً فی السحر

سمعت صوتاً هاتفاً فی السحر
یحکی لنا التاریخ أن مدینة نیشابور، أو کما یسمیها العرب نیسابور، کانت فی القرون الاسلامیة الاولى، احدى أکبر المراکز الثقافیة وکانت محط أنظار أهل العلم والحکمة, فیقال قد ترعرع فیها أکثر من أربعة آلاف عالم وحکیم. ویذکر الثعالبی فی یتیمة الدهر أن المدینة هذه کانت من المراکز المهمة للأدب العربی کذلک.
يکشنبه ۱۵ فروردين ۱۴۰۰ - ۱۳:۰۵
کد خبر :  ۱۳۸۱۱۵

                   

 

 

 

 

 

سمعت صوتاً هاتفاً فی السحر           

                                                                 موسی بیدج

من هو الخیام ؟

الخیام هو أحد الکواکب المتألقة فی تاریخ الثقافة الاسلامیة فی ایران. فهو یمثل الروح الایرانیة المتعطشة الى المعرفة والکشف والتعمق والغور فی الشک من أجل الوصول الى الیقین الذی یحتاجه الانسان للحصول على نفس مطمئنة تساعده فی سبر أغوار الحیاة الدنیا. إذن فللخیام فی الذات الایرانیة ذکرى أزلیة تولد لدیها طاقة وحرکة وجرأة ومیلاً الى اقتحام السبل المتاحة للوصول الى الطریق الصحیح.. وهذه هی الطریقة بعینها التی یوصی بها دیننا فالمعرفة هی طریق الخلاص ولیس الجهل.

ولکن على الخلاف مما یُشغله الخیام من مساحةٍ فی سماء الثقافة الایرانیة، فإن شخصیته وأسلوب حیاته ما زالت محاطة بنوع من الغموض مشوبة بالالتباس والظن.

یبدأ الالتباس فی شخصیة الخیام من اسمه وسنوات عمره، فمنهم من سماه أبا الفتح أو، أبا الفحص، أو أبا حفص ومنهم من قرر له ثمانین عاماً ومنهم من أطال عمره الى مائة وعشرین.

ولکن السؤال الأهم عند البعض هو هل کان الخیام عالماً، أم شاعراً، أم کلیهما. ویضیف اذا کان شاعراً لِمَ لمْ یذکر شاعریته من عاصره من مشاهیر المؤرخین الذین ذکروا له صفات کثیرة لغزارة علمه وتفرعاته ، من أمثال الزمخشری ونظامی العروضی والبیهقی والخازنی؛ فهؤلاء اکتفوا بتعریفه فیلسوفاً وحکیماً وله باع فی الریاضیات والفلک. ولکن ان لم یکن شاعراً فمن أین أتت هذه الرباعیات ولِمَ تنسب إلیه لا الى غیره ؟!

یحکی لنا التاریخ أن مدینة نیشابور، أو کما یسمیها العرب نیسابور، کانت فی القرون الاسلامیة الاولى، احدى أکبر المراکز الثقافیة وکانت محط أنظار أهل العلم والحکمة, فیقال قد ترعرع فیها أکثر من أربعة آلاف عالم وحکیم. ویذکر الثعالبی فی یتیمة الدهر أن المدینة هذه کانت من المراکز المهمة للأدب العربی کذلک.

الخیام عالماً

عاش الفیلسوف عمر الخیام فی خراسان الکبرى ولکنه أقام بعض الوقت فی أصفهان وری. أخذ العلم من کبار زمانه ومنهم إمام الحرمین الجوینی المتوفى فی 478 هجریة. فی ذلک الزمان کانت خراسان مهداً للعلم والأدب والفلسفة. فالخیام اغترف من علوم عصره وتخصص فیها ومنها الأدب والتفسیر والکلام والحکمة الطبیعیة والریاضیات والالهیات والفلک. ولکل فرع من هذه العلوم شواهد تاریخیة وحکایات تثبت صحة ما یقال فمثلاً الزمخشری یفاخر على أنه کان یناقش مواضیع الادب مع الخیام. والبیهقی یشهد أن الخیام کان من أکبر قرّاء القرآن وأجود بنی زمانه. ونقرأ فی حیاة الامام محمد الغزالی أنه کان یأخذ دروساً على الخیام، أو یطرح علیه بعض الاسئلة حول علم الکلام.

وقد أوعز الملک السلجوقی جلال الدین ملکشاه للخیام ولإثنین من معاصریه بتنظیم التقویم الایرانی المسمى بالتقویم الجلالی، حیث یعد الى یومنا هذا أدق مفکرة علمیة لحساب الایام والفصول حسب علم الفلک. کما یذکر لنا التاریخ أن الملک أوعز الیه بإنشاء مرصد کبیر لرصد الأفلاک وقد قرروا له میزانیة کبیرة ولکن مع وفاة الملک ومقتل وزیره نظام الملک فی نفس السنة [485 هجری] فقد الخیام داعمیه فعاد من اصفهان الى خراسان دون أن یکتمل المشروع.

أما عن الالهیات فقد سموه تالی ابن سینا وفی کل الأحوال فإن نظرة واحدة الى قائمة تألیفات الخیام من کتب ورسالات تکفی أن تدلنا على المقام الشامخ والمرتبة السامقة لهذا الفیلسوف الحکیم. کما قیل أن الخیام لم یکن یؤلف شیئاً إلا بالضرورة وبناء على هذا فقد اتّهمه بعض کتّاب التاریخ بالبخل والتقتیر.

إلا أن بعض المعاصرین أمثال محمد علی فروغی الذی حقق رباعیات الخیام یذعن أن الامساک عن الکتابة فی شتى المجالات، إلا بالضرورة، هی من محاسن الخیام ولیست من معایبه. لأنه کان یؤمن بقصر الحیاة فیحترز من کتابة المکررات، إلا إذا اقتضى الأمر.

ومع هذا، فالمؤلفات التی وصلتنا من هذا الفیلسوف لیست بالقلیلة نوعاً ما، حیث نذکر هنا بعضاً منها وهی رسالة فی الجبر والمقابلة ورسالة فی شرح مشکلات اقلیدوس وترجمة خطبة الغزا لابن سینا عن التوحید ورسالة فی الکون والتکلیف ورسالة فی الوجود وغیرها.

وینسب للخیام کتاب نثری جمیل الاسلوب، إلا أنه یحتوی على مواضیع غیر علمیة عنوانه نوروزنامه ویحتمل أنه ترجم الى العربیة فی مصر. ینسب الکتاب للخیام ولکن الخبراء والباحثین فی اسلوب الخیام لا یقرّون له به وینسبونه لأحد تلامیذه المدعو عبدالرافع [أو رفیع] الهروی.

تقول تراجم الخیام أنه کان من وجوه القوم فی خراسان الکبرى وله مکانه رفیعة وقد ذکروا له مقام " الدستور" الذی یضاهی مرتبة وزیر. ویحکى أن الخیام کان فی مدینة بخارى یجلس مع السلطان کتفاً بکتف وعلى أریکة واحدة، وکان له نفوذ کبیر بحیث جعل من الشاعر الایرانی الکبیر والعارف الشهیر السنائی أن یکتب له رسالة طالباً منه العون....

الخیام شاعراً

ظهرت رباعیات الخیام للمرة الأولى بعد حوالی ثمانیة عقود من وفاته. ویمکن إرجاء السبب الى عدة عوامل ومنها:

  • إن الشاعر لم یکن یؤمن بالفائدة العامة لهذه القصائد نسبة الى خدماته فی المجالات الأخرى فلم یظهرها سوی للمقربین.
  • کان یمکن لمثل هذه الأشعار أن تسئ لسمعته عند العامة وتجعله فی مضان الاتهام، حیث یقول عنه القفطی أنه طعن فی دیانته من قبل معاصریه، خاصة أن سوق التهمة والبهتان فی ذلک الزمن کانت على قدم وساق فی نیسابور وأصفهان وبین الباطنیین والظاهریین، وتصل الى معارک طاحنة أحیاناً. إذن کان العقل یحکم بأن لا تظهر مثل هذه الرباعیات المتسائلة والجاحدة حسب رأی البعض الى النور تجنباً للمضاعفات غیر الحمیدة جراءها.
  • ویمکن تبریر عدم ذکر شاعریة الخیام من قبل معاصریه الى عدم اطلاعهم على هذا الجانب من حیاة الشاعر الفیلسوف. لأن ذلک العصر کان یتسم بقصائد المدیح وذات الأغراض البسیطة ... ولم یکن للخیام أغراضاً من هذا النوع.

بدأت رباعیات الخیام تظهر شیئاً فشیئاً فی أمهات الکتب ومنها رسالة التنبیه للفخر الرازی ، مرصاد العباد لنجم الدین الرازی، تاریخ جهانگشا للجوینی ، تاریخ گزیده للمستوفی، تاریخ الوصاف، نزهة المجالس والى آخره.

ولکن بموازاة رباعیاته، بدأت رباعیات أخرى لشعراء مشهورین أو مغمورین تدخل بین رباعیاته الى أن وصل بنا المطاف بأن یسجل بعض الدارسین ومن بینهم الباحث الشهیر سعید نفیسى الى الخیام أکثر من ألف ومائتی رباعیة. ولکن هذا الشاعر الکبیر الذی یعتبر الیوم ضمن الشعراء العشرة الاوائل فی تاریخ الشعر الایرانی – وعلى قلة نتاجه – لم یشتهر عالمیاً الى أن جاء فیتز جرالد ونشر باقة من رباعیاته المترجمة الى الانکلیزیة قبل مائة وخمسین عاماً. وطبعاً أن فیتز جرالد لم یفکر فی دراسة الرباعیات لإستخلاص الرباعیة الأصیلة من المنحولة وحتى أنه یصرح فی مقدمته بأنه لم یلتزم بالمعنى الذی تطرحه الرباعیة الخیامیة فی کثیر من الأحیان وإنما استخرج المعنى المطلوب له من رباعیات متعددة، فترجم خمساً وسبعین رباعیة وأضاف الیها بعد سنوات خمساً وعشرین رباعیة أخرى ومن هذه الترجمة بدأت عالمیة الشاعر.

 

الرباعیات الصحیحة والسقیمة

کما قلنا، ینسب للخیام رباعیات لیست له. ولکن کیف یمکن أن تفرز الرباعیات الصحیحة من السقیمة ؟

ینظر دارسو الخیام الخبراء بحیاته وتألیفاته، الى الاشعار المنسوبة له من زاویتین: الاولى: وهی نظرة من خارج رباعیاته تعتمد المستندات والمخطوطات.. والثانیة: نظرة من داخل رباعیاته تستند الى فکره وفلسفته واسلوبه فی الحیاة.

تتوزع الرباعیات المنسوبة للخیام الى ثلاثة أنواع على الأقل. یحذف النقاد الیوم قسمین أو نوعین منها ویستثنی قسماً على النحو التالی:

 

أولاً:

کان للخیام منزلة اجتماعیة وثقافیة مرموقة فی عصره. فالشاعر الذی یعیش حیاة مرفهة بعیدة عن الفاقة، لا یمکن أن یعانی فی أشعاره من الفقر والحرمان المادی وأن یذم، أو یلعن القدر الذی أذله بالجوع والعوز والثیاب الرثة. وکدلیل إضافی الى ما ذکرناه عن الحالة الاجتماعیة للخیام یکتب الخاقانی وهو من کبار شعراء القرن السادس فی منشآته عن لسان الخیام أنه کان یتقاضى سنویاً من الدیوان العالی مبلغاً قدره عشرة آلاف دینار. وطبعاً یعتبر هذا المبلغ خیالیاً لذلک العصر والزمان.

على هذا الأساس فالرباعیات التی تنسب للخیام وفیها الشکوى والتألم من الفقر والمعاناة من الحرمان هی لیست له قطعاً. ویبقى أن نضیف هنا أن القناعة التی تظهر فی بعض رباعیاته الصحیحة هی موضوع آخر، لا علاقة له بالفقر.

ثانیاً:

أما الرباعیات الأخرى التی تدل على الاستخفاف بالکائنات والقدر واللجوء الى الحانات والتورط فی الفضائح أیضاً لیست من شیم الخیام الذی حصل فی زمانه على ألقاب مثل حجة الحق وهو لقب یعادل حجة الاسلام الذی لقب به الغزالی، أو الحجة عند الاسماعیلیة. وقد کان عنوان حجة الحق قبل الخیام یحمله ابن سینا ومن بعد الخیام منح للشاعر الشهیر الحکیم أنوری. وکانوا یطلقون على الخیام أیضاً لقب الامام وهو لقب کان یطلق على من یتصدر الملأ فی العلم والحکمة.

إذن؛ کیف یتسنى لهذا الحکیم أن یکون فی النهار إماماً ودستوراً وحجة للحق وفی اللیل متسکعاً فی البارات والحانات وبیوت الدعارة ودور الخمارة والى ما شابهها ؟

ثالثاً:

ونصل هنا الى الرباعیات التی یعتبرها النقاد صحیحة ویتسنى لها أن تکون ولیدة فکر الخیام. هذه الرباعیات لا یتجاوز عددها عن مائتی رباعیة.

تحتوی هذه الرباعیات على أسئلة عن الکینونة والوجود والانسان والقدر والمصیر والجبر والاختیار، والتمییز بین الزهد الحقیقی والزهد المزیف، والحث على الصدق والعدل وخدمة الناس التی یعتبرها الخیام هی أساس الدین. فهو إذن یحارب من أجل استقرار العدالة الاجتماعیة التی لا یشهد لها التاریخ استقراراً.

وطبعاً تأتی الموضوعة الملقاة على عاتق الرباعیة من قبل الخیام، فی أغلب الاحیان، على شکل التساؤل. وإن طرح الاسئلة لا تدل على الانکار وإنما هی تحریض على الحرکیة فی الأذهان، ومحاولة منه للوصول الى المعرفة ، والفیلسوف طبعاً ینشئ أساس فکره على الحرکة، لا السکون, ولأنه لا یصل الى جواب مقنع لأسئلته، فنراه حزیناً تارهً ومحبطاً تارةً أخرى، أو غاضباً أحیاناً، أو تارکاً أفکاره الحائرة لید المجهول.

 

 

لغة الخیام ومفرداته

تتمیز رباعیات الخیام بلغة سلسة، سهلة البیان بلا تکلف أو تعقید، تمس صمیم حیاة البشر، دون تمایز بین طبقات المجتمع، من عالمها الى عامیها، ومن ثریها الى فقیرها، فالجمیع یشتاق الى معرفة مصیره ومثواه وخالقه وجدوى حیاته.

الموضوع الجدیر بالذکر هنا، هو استخدام کلمات وعبارات قابلة للتأویل فی الرباعیات. أهمها استخدام أشیاء متداولة وفی متناول أیدی الناس وخاصة فی مدینة نیسابور المشهورة بصناعة الفخار آنذاک. فتتجسد فی الرباعیات مفردات کالقدح والاناء والکوز والصراحی والکؤوس.

فالشاعر ابن زمانه ویستلهم من حوالیه ما یفیده لتوضیح فکرته، فالخیام الذی تأسى وتأثر باستاذه ابن سینا یعتبر ذرة الغبار أساس کل شئ. فالانسان عندما یموت یتبدل الجسم منه الى ذرات وتراب ولعل التراب الذی یصنع منه الکوز هو من ذرات انسان ما . اذن یمکن أن یفکر الشاعر بأن الروح فی الجسد بمثابة الخمرة فی الإناء فالروح موغلة فی الشفافیة کما هو الشراب الصافی. وطبعاً هذه الفکرة لم تبدأ بالخیام ولم تنتهی به فی تاریخ الأدب والشعر الصوفی والعرفانی الایرانی. والخیام یعتبر حلقة من حلقاتها المتسلسلة.

وبطبیعة الحال، فإنی بکلامی هذا لا أرید أن أبرأ ساحة أحد لما فعله، أو لم یفعله، لما احتسى، أو لم یحتسی وهل کان شرابه طهوراً وهو شراب المعرفة والاشراق ومن ید ساقٍ هو الخالق المقتدر حسب الآیة. والى آخره. لکن المهم أننا نضع حداً للخلط بین الأوراق وبین الرباعیات الرخیصة ورباعیات الخیام الفلسفیة وذات الاسئلة الکبرى.

حکایة خرافیة

ومن الحکایات الملفقة للخیام، یقال أنه نصب خواناً من الخمرة لیستمتع بلحظاته وینسى هموم الدنیا ومن فیها، فانشغل بإنشاد هذه الرباعیة:

ناکرده گناه در جهان کیست بگو

وآن کس که گنه نکرد چون زیست بگو

من بد کنم وتو بد مکافات دهى

پس فرق میان من وتوچیست بگو

ومعناها:

لا أعرف فی الحیاة من عاش بلا ذنب

فإذا عرفته أنت فمن ؟

إن رحت تجازینی بالسوء فما

فرق العملین بالحیاتین إذن

وملفقوا هذه الحکایة ولکی یجعلوها أکثر دراماطیقیة، یضیفون بأن عاصفة هبت آنذاک وقلبت مائدة الخیام وجعلتها کعصفٍ مأکول فغضب الخیام فأنشد رباعیة أخرى یقول فیها:

إبریق مى مرا شکستى ربى

بر من در عیش را ببستى ربى

من مى خورم وتو مى کنى بدمستى

خاکم به دهن مگر تو مستى ربى؟

ومعناها:

یاربُّ لقد کسرتَ لی إبریقی

أغلقت علیّ باب عیشی وقدرتْ

إنی ثملٌ وأنت فی عربدةٍ

إغفر لی إن قلت فهل أنت سکرتْ ؟

وطبعاً کما بیّنا، وللأسباب التی قدمناها سابقاً، لا یمکن لمثل هذه الرباعیات أن تکون من إنشاد عمرالخیام أصلاً. وهو الذی أنشد أبیات بالعربیة یقول فیها:

            سبقتُ السائرین  الى المعالی

                                    بثاقب فکـرةٍ، و علوّ همـه

            فلاحَ لناظری نور الهدى فی

                                    لیـالٍ للضــلالةِ مدلهمـه

            یریـد الحاسـدون لیطفئوه

                                    و یأبــى الله إلا أن یُتمّـه

ویبقى الأمر مطروحاً لأن الخیام لم یکتبها ولکن غیره کتبها، إذن الفکرة مطروحة لا تقبل الإنکار حتى وإن نفیناها عن الخیام.

ترجمة رباعیات الخیام

النقطة الأخرى التی أود التطرق الیها هی الترجمات العربیة لرباعیات الخیام فأمامی الآن قائمة تحتوی على أکثر من ثلاثین إسماً لمن ترجم رباعیاته الى اللغة العربیة. وطبعاً تتحدث المصادر عن خمسین مترجماً ولکن کما قلت قد توصلت الى هذا العدد. وهؤلاء منهم من ترجم بعض الرباعیات ومنهم من عرّب عدداً کبیراً منها یصل زهاء ثلاثمائة وخمسین رباعیة کما للزهاوی ولکن صاحب الرقم القیاسی هو العراقی الآخر، أی عبدالحق فاضل الذی ترجم ثلاثمائة وواحد وثمانین رباعیة.

ومن ناحیة أخرى فالکثیر ممن ترجموا للخیام هم من مشاهیر الأدب العربی المعاصر. ففی مصر ترجم له أحمد زکی أبو شادی، إبراهیم المازنی، علی محمود طه، محمد السباعی، عباس العقاد،غنیمی هلال، أحمد رامی و . . .

ویبقى أن نقول إنَّ رباعیات الخیام لاقت رواجاً کبیراً فی العالم العربی وخاصة بعد أن ترجمها أحمد رامی وغنتها سیدة الغناء العربی الراحلة أم کلثوم ولا أظن أن من الحضور من لم یسمع بهذه الرباعیة:

سمعت صوتاً هاتفاً فی السحرْ

نادى من الحان غفاة البشرْ

هبوا أملأوا کأس الطلا قبل أن

تفعم کأس العمر کفُّ القدر

ولکن، کما یبدو، فإن مشکلة الخیام ما زالت باقیة فنرى إسمه فی العواصم والمدن العربیة قد صار معلماً من معالم المرح فقد أطلقوه على الفنادق والکازینوهات ودور السینما ودور اللهو, أو الشوارع التی تنتهی بمثل هذه الأماکن.

مترجمو الخیام

عیسى المعلوف             لبنان

ودیع البستانی               لبنان

توفیق مفرج                        لبنان

أمین نخلة                   لبنان

أحمد الصافی النجفی                العراق

د. مصطفى جواد           العراق

جمیل صدقی الزهاوی      العراق

عبدالحق فاضل             العراق

احمد حامد الصراف        العراق

محمد الهاشمی              العراق

د.جمیل الملائکة            العراق

طالب الحیدری              العراق

مصطفى وهبی             الأردن

عیسى الناعوری            الأردن

ابراهیم العریض            البحرین

محمد صادق القرق         الامارات

محمد حسن عواد           السعودیة

أحمد زکی أبوشادی         مصر

ابراهیم المازنی             مصر

عبداللطیف النشار           مصر

علی محمود طه             مصر

بدر توفیق                  مصر

عبدالرحمن شکری          مصر

أحمد رامی                 مصر

محمد السباعی              مصر

عامرالبحیری               مصر

عباس العقاد                مصر

أحمد ابراهیم الشریف       مصر

محمد رخا                  مصر

محمد غنیمی                مصر

استحالة الترجمة لجمالیة القصیدة

وقبل أن أختم کلامی عن الخیام لابد أن أشیر الى موضوع استحالة الترجمة للشعر الکلاسیکی الذی سمعنا عنه کثیراً من زمان الجاحظ الى یومنا هذا.

وکی یکون الأمر واضحاً اخترتُ رباعیتین من قصائد الخیام مع ترجمتها الفارسیة أقرأها علیکم لأشیر الى مواطن استحالة الترجمة ...

آن قصر که بهرام در او جام گرفت؟

آهو بچه کرد وروبه آرام گرفت

بهرام که گور مى گرفتى همه عمر

دیدى که چه گونه گور بهرام گرفت ؟

 

بهرام غدا قصرک بعد السهراتْ

نهباً بیدی بنات أوى وضباء

قد کنت مدى العمر تصید الضبیاتْ

والیوم قد صادکَ قبر بعراء

هنا لا توجد أی مناسبة بین الظبی والقبر ولکن فی الفارسیة کلمة گور تدل على المعنیین وبهرام کان یصید الظبی ولهذا سمی ببهرام گور – جور – .

آن قصر که برچرخ همى زد پهلو

بر درگه او شهان نهادندى رو

دیدیم که برکنگره اش فاخته اى

بنشسته همى گفت که کوکو کوکو

 

کم زاحمَ ذا القصر ذرى کیوانِ

کم قبٌل بابه ذوو التیجانِ

والیوم على شرفته فاختةٌ

تبکی وتقول أین أین البانی

 

بیت القصید فی هذه الرباعیة یتمحور حول عبارة " کوکو" التی تظهر مرة کشدو الحمام ومرة بمعنى " این" ولکن الترجمة لا تقترب من بیت القصید أصلاً...

 

* ورقة شارک بها الکاتب فی الیوم العالمی للخیام ( 18 مایو 2009 ) فی أمسیة ثقافیة مشترکة أقامتها المستشاریة الإیرانیة مع مکتبة البابطین فی الکویت . وقد شارک فی هذه الأمسیة أیضا ً کل من الأدیبین الکویتیین الأستاذ عبد الله خلف الرئیس السابق لرابطة الکتاب و الأدباء فی الکویت و الکاتب و المترجم خلیل حیدر. ولکن للأسف لم تحصل مجلة شیراز علی کلمتیهما لیتسنی لها نشره .

ارسال نظر