تعریب: حیدر نجف
استعرض الباحث والأدیب الایرانی الدکتور یعقوب آجنــد فی الاقســام الثلاثة السالفة من دراسته سیاقات تطور الأدب القصصی فی ایـــران إبتــداء ً من انطلاقتــه الأولــى التی زامنــت على وجــــه التقریب ثورة الدستور فی مطلع القرن العشرین، وظلت تتنوع وتتصاعد خلال العقــود التالیــة التی أشـــر الباحث إلى أبرز المحطات والرموز والأعمال القصصیة والروائیة التی شهدتها، مـع إلمـــاح الـى أهم التغیرات والمنعطفات النوعیة التی مرت بها هذه المسیرة. وبعد أن نشــرنا فی أعـداد ماضیـة صورة القصة الایرانیة طوال عقود القرن العشرین الى غایــة الســتینات منه، نقــدم فیما یلی الجزء الرابع من هذه الدراسـة فی محاولــة للتعرف علــى الملامح الاجمالیة لمشهد الأدب القصصی الایرانی إبـّان السبعینات:
بلغت سلطة الشاه فی هذا العقد ذروة إقتدارها ثم ســرعان ما آلــت الى الأفول فی نهایاته. أقام الشاه محمد رضا بهلــــوی فی السـنوات الأولى من العقــد إحتفالات کبرى بمناسبة مرور 2500 عام على قیــام الملکیـــة فی ایران، ثم أقصى الأحزاب السیاسیة الرسمیة عن ساحة العمل السیاسی وأسـس عوضا ً عن کل ذلک حزبا ً أسماه (حزب رستاخیز) أی (البعث) وغیّر التاریـخ الهجــری الى التاریـخ الملکــی الذی ابتـــدأه منــذ 2500 سنة مضــت على تتویــج کوروش. ثم انه أعـدم عــــددا ً مـن المعارضیـن فعمت مظاهر السخط کل أرجاء البلاد بسبب منحاه الاستبدادی هـذا. فـی النصف الثانی من العقد أرغمت الضغوط الداخلیة والخارجیة النظام الحاکـم على التراجع عن بعض سیاساته فأعلن المناخ السیاسی المنفتح، وکان أن نشـرت صحیفة (اطلاعـات) مقالا ً ضد الامام الخمینی بعثت ألســنة اللهب من تحت الرمـاد. نشبت الشرارة الأولى من مدینة قـــــم فواجههــا النظــام بردود حاســــمة، ثم علا صوت المعارضة من تبریز وتوالى مسلسل الاعتراض والمظاهرات والاعتصامـات المکثفة التی حاصرت النظام فی زوایا الانفعــال والتخبــط. وأعلنت العدیــد من التنظیمــات والاحزاب عن تأسیسها فی تلک الفتــرة، ولجــأ نظـــام الشاه الى الحکـــم العسکری، وکانت مجزرة 17 شهریور 1357 ( 8 أیلول 1978) التی حسمت تقریبــا ً مصیر الشاه ونظامه الذی أطلق حکومـــات قصیـرة الأمــد الغرض منهــا إمتصاص النقمــة
(حکومة شریف أمامی، وازهاری، وبختیار ) لکنها لم تجد نفعا ً، فقد کـــان الأداء القیادی للامام الخمینی وهو فی باریس یبدد کل التدابیر والتزویقات السیاسیة التی لاذ بها النظام الشاهنشاهی المتهالک، فاضطر الشاه الى ترک ایران وعـاد الامام الخمینی الى الوطن، وبلغت الثورة الجماهیریة ذروتهـــا فی العاشر والحادی عشر من شباط 1979 فسقط الحکم البهلوی وتولت حکومــة مؤقتــة زمــام الســـلطة فی ایـران. فی الشهور الأولى من عام 1979 م أجری اســــتفتاء عام تمخض عنه نظام الجمهوریة الاسلامیة بشکل رسمی.
المنعطفات الحادة التی مرّ بهـــا المجتمع فی ذلک العقـــد ترکت تأثیــرها على الاصدارات الأدبیة – طبعا ً – ففی البدایــــة مُنع صـــدور طائفـــة مـن المجـــلات، وصدرت کراسات جامعیة وغیر جامعیة من أبرزها کراســـة ( الفبـاء ) التــی ترأس تحریرها غلام حسین ساعدی ونشرت قصصا ً ومقالات لکتاب معاصـــــرین تمیزت بالاصالة والمتانة. وصدرت کراسة بعنوان ( لوح ) تخصصت فی الکتابة القصصیة والنقد القصصی وابتدأ فیها لفیف من القاصین الشباب نشــــاطهم الأدبی کمــا واصل الکتاب المعرفون نشاطاتهم وانتاجهم خلال تلک الأعوام.
مع بدء الثورة، استأنف اتحاد الکتاب الایرانییــــن الذی تأسس فی الســـتینات على ید مجموعة من الکتاب نشاطه بشکل رسمی، لکنه منـی منذ البدایة بانقســـامات سیاسیة واختلافات فی وجهات النظر، الى أن انفصل عنه الشیوعیون الذین کانـــــوا فیه. اما الذین بقوا فاعتور مسیرتهم نوع من التیه والضیاع بفعل التحولات السـیاسیة والاجتماعیة المتسارعة وانفرط عقدهم عملیا ً. بدایة ً أصدر الاتحاد کراسة بعنـــوان (اتحاد الکتاب الایرانیین) نشر فیها قصصــا ً لکوکبــة من الکتــاب والأدبــاء ، بینما أصدرالمنشقون کراسة أخرى حملت عنــــوان (شورى الکتاب والفنانین الایرانیین) نشروا فیها قصصا ً لکتاب مقربین الى تیارهم. وصـــدرت مجــــلات أخـــرى منها (کتاب الجمعة) و (آرش) حاولت التعریف بالأدباء والقاصین الجدد. کما بــرزت فی هذا العقد أسماء جدیدة فی ساحة الأدب القصصی بایران. ومن النقاط القمینـــــــة بالاشـــارة حـــول الکتابـــــة القصصیــة وقتئــــذ التطــور الملحــــوظ الذی شـــهدته "القصة المحلیـة" فی ایــران، فمعظـــم الکتـّاب الجــــدد کانوا ینتمون لأحد الأقالیم الایرانیة وغالبا ً مـــــــا کانوا یعالجون قضایاهم المحلیة فی أعمالهم.
علی أشرف درویشی قاص صدرت له مجموعتاه القصصیتان ( آبشوران ) و (من هذه الناحیة) سنة 1973 م. وبدا فیهما أحد المتأثرین بصمد بهرنکی. قصص هاتین المجموعتین استعرضت فی الغالب ذکریات الطفولة والصبــا فی مناطق نائیـة تحوم علیها أشباح الفقر والعذاب والمحن ولا یمکن العثور فیها على أثر لتلاویــــــــن الحیاة ومباهجها. الواقعیة الاجتماعیة کانت من الممیزات الهامة لهذه القصص. ونشر درویشیان فیما بعد(فصل الخبز – 1978 م) و(مع ألحان والدی – 1979) التی عاد فیها مرة أخرى لاعـادة انتـاج ذکریات الطفولة . وصدرت له سنة 1979 م (الزنزانة رقم 18) حیث سجل فیها تجاربه فی سجون الشاه .
نشر مختارات قصصیة عام 1980 م، وروایــــة (الســـنوات الغائمــة) فی اربعة مجلدات سنة 1991 م، وعاد فیها مرة أخرى الى عهــــود الصبــا والشـــباب مکثفا ً جمیع تجاربه فی الکتابة القصصیة. ولم یفته هنا ایضا ً التعریج على مشاهداته فی السجون. تمیز درویشیان بنثر مبسط یتحاشى التکلف ویزخــــر بالاســـــتعمالات العامیة المحلیة فی نواحی کرمنشاه. صــدر لـه أیضا ً کتـــاب فـــی مجلدین عنوانــه ( الأساطیر، والمسرحیات، والألعاب الکردیة).
منصور یاقوتی قاص من نفس المدینــة درویشـــیان زاول مثله مهنة التعلیم، وأتبع أیضا ً أسلوب صمد بهرنکی فی الانتاج القصصی. أثبت یاقوتی غزارته فــــی عالم الکتابة القصصیة طوال سنوات صدرت له فیها الکثیر من القصص دارت معظم أحداثها فی منطقة کرمنشاه. مجامیعه القصصیة (الجرح – 1973) و ( کل خاص – 1974 ) و (طفولتی – 1975) و (مع أطفال قریتنا – 1975 ) عالجت فــــــی معظم مادتها مشکلات الفقر ومآسی الناس البسطاء فی المناطق القرویة. وفی روایـة (مصباح على أعلى الجبل – 1976) صور یاقوتی الکفاح الذی یخوضه رجل قوی ضد الاقطاع . من أعماله الأخرى (قصص آهودره – 1976) و (رجال الغــــد – 1977 ) و (سنة کوربه – 1977) و ( تحت الشمس – 1977) و (باجــــوش – 1978 ) التی لم تبارح على العموم مناخ القرى والأجواء المحلیة . لم یعن یاقوتــــی بفنون الکتابة القصصیة وتقنیاتها فرجحت کفة المضمون فی معظم انجازاته غلى کفة الاسلوب. وبدا أن فــــــن الکتابة لدیه لا یخاطب الذهن بقدر ما یصور الطبیعة بدون رتوش وبکـل ما تضج بــه من فقــــر وبؤس تعیشــه القرى، وبالمقدور ملاحظة هذه السمات فی روایته (الفلاحون – 1979) على وجـــه الخصــوص. من نتاجـــــاته الأخرى (هذا الشکل من الحیاة – 1979 م) و (سنی ُ الأخطار) ومجموعـة أعمال للأطفال والأحداث. النتاج الأخیر لیاقوتی (خطوة الى الامام) حول روایة (جداول الربیع) للاری کرمنشاهی.
إنطلق القاص ناصر شــــاهین بر بکتاباتـــه منذ الســتینات لکنه نشــــرها فی السبعینات. ((مشروع شارع)) من مجامیعــــــه القصصیة التی رصد فیها القضایا الاجتماعیة، وفی روایة (قدم المغول – 1974) صـــور ظروف قریــــة یزلزلهــا دخول التقنیات الحدیثة. وفی روایة (سنوات أصغر – 1978)سلط الأضواء علــى جانب من الأحداث التاریخیة المعاصرة کما تتراءى فی عینــی شـــاب یافع. فی عام 1985 م نشر شاهین بر روایته (الخبز والشمس) التی تمیزت بنثر شـــیق مطعـــم بالاستعمالات العامیة.
فی سنة 1971 م نشر أصغر الهی مجموعتــــه القصصیـــة (اللعبة)، بینما صدرت له (أقاصیص الخریف) عام 1979 م، وروایة (می بی بــی جان) عام 1978 م. ومن کتاباته فی الأدب القصصی أیضا ً (قصة الملا الشــیقة) و (لم یبق سیاوش آخــر) 1990 م. أنجـــز الهی أعمالـــه بســـرد قصصی خال من التکلـــف والرتوش من دون ان یحجم عن استخدام المصطلحات العامیة والصور والاستعارات الادبیة. تحتل الموضوعات الاجتماعیة موقعا ً ممیزا ً فی قصصه القصیرة، ففـــــی روایة (أمی بی بی جان) اســـتعرض تاریخ ایران فی الخمسینات فما بعد وذلک من منظار حدث صغیر وبلغة صمیمیــة محببة. یمکن اعتباره من القاصین القلائل الذین اهتموا بالمضمون والتقنیات السردیة على حــد ســــواء، وقد اســتطاع مقاربة حدود الابداع فی مجموعتـــه القصصیـــة (لم یبق سیاوش آخر) من حیث فــــن الکتابــــة القصصیة).
بدأت القاصة الایرانیــة شهرنوش بارسی بور نشاطها القصصی فی هذا العقد ایضا ً، فنشرت فی عام 1976 م روایــة (الکلب والشتاء الطویل) التی تناولت فیها الأحداث السیاسیة – الاجتماعیة فی الســبعینات من منظار فتاة شابة. فی مجموعتیها القصصیتین (عناقید البلور – 1977) و (تجـــارب حــرة – 1978) سجلت کما ً هائلا ً من تفاصیل الواقع الذی یحیطها بلغة استعاریة غامضة. وقد بدت فی الاعمال مشاعر صریحة حیال العدید من المشکلات الاجتماعیة. شغفت بارسی بور بالمنحى العرفانی فی أنماطــه البوذیـة والهندیــــة، وقد تجلــــى هذا الشــغف فــــی روایتهــا (طوبى ومعنــى اللیل – 1988) و (نساء بدون رجال – 1989)، حیث ظهرت انطباعاتها وعواطفهــــا الشــخصیة فی هذه الاعمال ناصعة جلیة واکتسبت العناصر الماورائیة لدیها معانی وأحوال الواقعیة السحریة أحیانا ً. أستخدمت بارسی بور نثرا مبسطا ً تشوبه المشــــاعر النســـویة، وفی بعض المحطات بدا التحلل فی الکتابة من ممیزات أعمالها.
جواد مجابی شــاعر وصحفــی أنتـــج الى جانب أنشــــطته الثقافیــــة أعمالا ً قصصیـة. صدرت أولــى مجامیعـــه بعنوان (السید شبه المنحرف) سنة 1971 م وکانت بمثابة التمرین لصاحبها فی هــــــذا الحقل الأدبی، وقد أختار لها لغة صحفیة ساخرة عرض بها جوانب من الحیاة الهادئة لشریحة الموظفین ذوی الدخل المحدود. وفی (أنــــا وأیــوب والغــــروب – 1972) إستعان بلغة شاعریة مصورا ذکریات الطفولة. وفی (اللوح – 1976) إقتــرب من السوریالیة الى حد ما لیصور القضایا والأحداث الاجتماعیة بأخیلة ذهنیة. وکان أن اســــتکمل أدوات هــذا الأســــلوب فی إبداعات لاحقة مثل روایة (المدینة المغلقة – 1976) و(المومیــــــــاء – 1992) ومجوعة (لیلة الجراد – 1990). یمکن القول على وجه العموم ان مجابی ترک فی انجازاته القصصیة صورا ً ذهنیة وخیالا ً أدبیا ً خصبا ً.
صـدرت لأحمد آقائی (على حدود الظلام) سنة 1964 م، ونشر فی 1978 روایة (نحیــب زال) التی أســـتخدم فیهـا نســـق الواقعیة الاجتماعیة مجسدا ً مشاهد معینة من الحیاة الاجتماعیة والسیاسیة . وکتب روایـــة (أضـــواء فی الریـاح) سنة 1979 حول الأحداث الســیاسیة والاجتماعیـــة التــی حفل بها التاریـــخ الایرانـــــی المعاصر، ورکز على معالجة نضال القوى الیســــاریة فی ایران وملابســــات هــذا النضال .
فی عام 1976 م صـــدرت لأمیـــر حسـن جهل تن مجموعتـــه القصصــــیة (المتعة). وصدرت له فـی سنة 1978 (دخیل على نافذة فولاذ). من خصائصــه فی الابداع القصصی نثـــره المبســـط الخالی من الشـــوائب والزیــادات ومضامینه الاجتماعیة وتحلیله النفسی للوضع العائلی من منظار شاب حدث مضافا الى السکون الذی یتفشى فی معظم أعماله. نشر جهل تن بعد ذلک روایة(صالة المرایا – 1990) فاستقى موضوعه هذه المرة من عهد الثورة الدستوریة فـی ایران دارسا ً واقع المرأة ومعاناتها وطموحها ومشاعر الفرح والکراهیـــة عندها برؤیة جدیـــدة على خلفیـــــة التاریخ الایرانی فاستطاع تقدیم تلاوین متنوعة ومتغیرة لحیاة المرأة. ویمکن القــول انه کان فی هذه الروایة موفقا على مستوى الابداع واستکمال العناصر الفنیة.
طبعت لمحمد محمد علی أولى مجامیعــــه باســـم (وادی هنــد آباد) فی سنة 1975 وکانت مضامین غالب قصصها من الأجــــواء الریفیـــة. فی (خیـــر منا – 1978) رصد الواقع الاجتماعی فی المدن، وصــدر له ســـن 1978 (التقاعد) و
(رعود وبروق بلا مطر – 1991). یروی فی قصته الطویلـة (رعود وبروق بلا مطر ) أحداثا ً تعود الى عهد الشاه رضا بهلوی فی إحدى حــارات طهــــران القدیمة مستلهما ً ذکریات کبار السن فی تلک الحارة. النثر لدى محمد علی بسیط ومتناســــق
(خصوصا فی قصته الأخیرة) ویتناسب مع المحتوى المطروح.
جعفر مدرس صادقی قاص أشتهر بالغزارة والکم الوافر للمجامیع القصصیـة والقصص الطویلة التی نشرت له. نثره جزل خال من الاصطناع والتکلف وتتحـرک المضامین فی أکثریة أعماله على أرضیة الأحداث الیومیة المألوفـــــة. مجموعتـــه القصصیة الأولى (أطفال لا یلعبون – 1977) جاءت فیما یشبه الخواطــر عن أیام الطفولة. وصدرت له (المسرحیة) سنة 1979 ، وقصته الطویلـــــة (کاو خونی) عام 1983. إمتزجت الواقعیة الزائفة فی هذه القصة الطویلة بالخیال لتکـون النتیجة قصة لا تتمتع بعناصر جذب قویة. أحداث ( بالون مهتا – 1989 ) تجری معظمهــا فی جنوب طهران، ویسودها نسق الخواطر المکتوبة بأسلوب متجانس . فی (ســـفر کسرى – 1989) تقدم مدرس صادقی فی خطوة الى أمام على صعید المضمـــون، وسجل تطورا ً على مستوى النثر والأســــلوب فی مجموعتـــه القصصیـــة (نصیب الآخرین – 1975). حاول فی روایـــة (اللامکان – 1990) أن یقدم نمطا ً معینا ً من العرفان مستلهما ً خامات ما قبل الاسلام فی محاولة لمد جسور بین الأمس والیوم بأدوات من الواقعیة السحریة وعبر روایتــــه الأخیــرة (شریک الجریمة – 1993) قارب العالم الواقعی بانساق الوهم والخیال المجنــح، وکان کســــرى مرة أخرى هو بطل الروایة.
عالج ناصر ایرانی فی مجموعته القصصیة الأولى (سمکة حیة فی المقلاة – 1972) قضایا الطبقات الاجتماعیة فی المدن ونزعاتهم الاستهلاکیة التی مســـختهم الى مترفین بعیدین عن أیة هموم. وکتب قصته (نور آباد قریتی – 1975) عـــــن الفضاء الریفی منتقدا ً ظاهرة الهجرة من القریة الى المدینة. وکرر المضمون ذاتـــه تقریبا ً فی قصته الطویلة (سختون - 1979) بلغة الأطفال والناشئة مسلطا ً الضوء على مشکلات طفل یسافر للمدینة لغرض العلاج. فی روایتــــــی (یعیش الموت – 1985) و (العروج) تناول قضایا الحرب المفروضة، وألف کذلک قصة (کرکو) للأطفال والناشئة. وقد جرب ایرانی الکتابة المسرحیة أیضا ً، فمــــن أعماله فی هذا المضمار مسرحیات (الحفیرة – 1970) و ( ثلاث مسرحیات مملــة – 1968) و
(جریمة قتل – 1971)، و (اجعلونــا من الدرجــة الثالثــــة – 1973) و (إن لم تحفروا للأموات – 1977).
نشر بهرام حیــــدری ثلاث مجامیـــع قصصیـــة: (ذوو الأرجل الحیة وذوو الأرجل المیتـــة)، (أقســـم بالله أن أقتـــل الذی قتلته) و (لالی) عالج فیها جمیعا ً وبعمق مشکلات المناخ فی ایران . وقد زخــر النثر فی نتاجاته بإلمـــــاحات وکنایات محلیة، أما المحتوى فیمکن أن یعد غنیا ً بسبب خوضه المعمق فی الشـــئون الحیاتیة للعشائر.
کتب منوجهر شفیانی عن القریة أیضا ً وخصوصــا ً عــن القـــرى فی جنوب ایران التی مارس التعلیم فیها. مجموعته القصصیة الوحیدة صــدرت عــــام 1977 تحت عنوان (القرعة الأخیرة) متضمنة 15 قصة عن الأجـــواء الریفیة وقد تمیزت بنثر أخاذ مشرب بالاستعارات والوصف المحلی الأصیل.
إلتحــق شمـــس آل أحمـد بعالم الکتابة القصصیة عبلر مجموعتــه (المهد – 1973) و (عقیقه – 1976) وکانت کلتاهمــــــا تعبیرا ً عن هموم ذاتیة نرجع الى عهد الطفولة والشباب وفترة عمله کموظف وما یعتــور طریــق الحیــاة من شــــدائد ورخاء. النثر الذی استخدمه شمس آل احمد إصطبغ غالبا ً بالطابع الروائی وتشـرب بالعبارات العامیة. بعد ذلک کتب أى احمد (حدیث الثورة) و (فی عیون الشــقیق) عن أخیه جلال آل احمد.
المجموعة القصصیة الأولى لناصر مؤذن عنوانها (رقصـــة فی المخـزن – 1973). کان مؤذن قاصا ً من جنوب ایران کتب عن الجنــــوب فاحتلت الشـــرائح المحرومة الکادحة رقعة واسعة من أعمـاله. فی (لیالی دوبه جـی – 1970) تناول ایضا ً مشکلات الجنوب وخصوصا ً ما یعانیــــه عمـّـال البحر هناک، وکانت (عباد الشمس – 1976) قصة طویلة أخرى من أعماله تدور أحداثها فی فضاءات الجنوب الایرانی وتشی باختلاجـات نفسیة خاصة بالکاتب. إســتخدم مؤذن نثرا ً نقیا ً مبسطا ً ملؤه الاستعارات والتعابیــر الجنوبیـــة. وقد کان مترجمـا ً أیضا ً فنقل الى الفارسـیة أعمالا ً للکتاب الروس.
نشر مجید دانش آراسته عملین هما: (الیوم العالمـــــی ومتنـــزه المدینـة) و روایة (نسیم فی البیداء) التی تحدث فیها عن موظف لم یخضع للذل مفضـــلا ً علیه الفقر والفاقة ، وقد حاول فی هذه الروایة أن یمــارس التحلیــــل النفســی للشـــخوص الرئیسین الاّ ان نثره لم یبد ناضجا ً بالمقدار المقبول، ألا انه کان یرتفع أحیانـــا ً الى الذروة ببعض الکلمات والتعابیر المنتقاة یدقة والمرصوفة فی مواضعها المناسبة. نشرت لدانش آراسته قصص قصیــــرة فی الکراســات والمجــلات، ومن ممیزاتـــه الوصف البارد غیر المنفعل لأحداث القصـــة. من أعماله الأخرى (عظام فارغة – 1963).
محسن حسام کان من شمال ایران وکتب عن الشمال. فی ( العطف والحـلاوة – 1974) عبر عن حیاة سعیدة لزوجین من شمال ایران. اللغة الجلة والبناء غیـــر المصطنع فی هذه القصة الطویلة یأسران القاریء الى حین الفراغ من قراءتها . وقـد تابع الأسلوب ذاته فی ( طائر فی الریح – 1976) مصـــورا ً المجتمع الایرانی فی الشمال بکل تفاصیله وتطوراته ومعانیه. أما فی مجموعتـه القصصیة (خلف جدران الیأس – 1976) فقد رصد ظاهرة الفقر ودرس حیاة المعـوزین فــــی الشــــمال فی (أصحاب الزیارات – 1979) تحدث عن الســجناء الســــیاسیین فی عهد الشـــاه، وعالج فی (سکان القلعة – 1980) الحیاة الخائبــة لعـــدد مـن المضطهدیـــن فــــی المجتمع. أخوه حسن حسام سلط الضوء فی مجموعتیه (بعد تلک السنین – 1973) و (ملف الأحیاء – 1976) على حیاة المحرومین فی شمال ایران، حیث صور فی (ملف الأحیاء) حیاة امرأة بائسة بکل تفاصیلها وبطریقة عاطفیة.
إستعرض القاص هادی جامعی فی قصته الطویلة (طل آقالجه کورابـــــی – 1975) قصة إعتلاء رجل کان یعمل دلاکا ً فی حمام عام وما واجهه بعد ذلک مــــن مأسی. اللغة العذبة والصدق الدافق الذی تمیز به أسلوبه جعل عمله ممتعا ً للقـــراء. تأثر جامعی فی قصته هذه بقصة (الرفاق) لغییو.
أصدر ابراهیم رهبر ثلاث مجامیع قصصیـــة هـی: (الدخــان – 1970) و (أصحاب مأتم – 1974) و (أنا فی طهــــران – 1973) صور فیهــا مقتطفـــات مختارة من حیاة شرائح اجتماعیة مختلفة . ووصف فی کثیر من نتاجاته طبیعة الحیاة فی مدن الشمال الایرانی مقتربا ً فی بعضعها من الأدب العامی لأهالی کیلان . مــــن خصائص أعماله لغته النقیة المنسابة الخالیة من الشوائب المثقلة وتعابیـــــره العامیـة الطبیعیة. کتب رهبر أیضا ً مســــرحیة (العطوفون) و (ثلاث مسرحیات أخرى) فی عام 1969.
غزاله علی زاده من القاصـــات الایرانیــــات اللاتی برزن فی السبعینات، إذ صدر لها فی تلک الأعوام عملان هما: (بعد الصیف – 1977) ومجمـوعة (السفر المستحیل – 1977) وأمتازت بلغة روائیة وتصاویر متجانسة وسرد نثری مــرن. نشر لها (منظران) فی 1984، وروایـــة (بیت الادریســـیین) فی مجلدیـــن سنة 1992، والتی کانت موفقة فیها من حیث الأســـلوب النثـــری والمعالجات وصیاغة الحوارات وتجسید الشخوص والنزعة الذهنیة والمنحى الروائــــی، مضافا ً الى انها أثبتت تطورها وحرکتیها الدائمة فی عالم الکتابة القصصیة.
طبع هرمز شهداوی فی عام 1976 مجموعته القصصـــــیة (قصة قدیمة)، وصدرت له سنة 1978 روایة (لیلة الهول) التی تطرق فیها بلغــة ســلسـة وتعابیر عامیة لحیاة الطبقة المتوســــطة وهمومهــا المتصـــاعدة فی الاســــتزادة من الثــروة والسـلطة. یمتزج التاریخ فی هذه الروایـــة بالحلم والواقـــع وتعد عملا ً ناجحا ً وفق مقاییس الأدب القصصی.
فیما یلی إشارات سریعة لکتاب کانت لهم بعض الأعمال القصصیة إلا أنهم لم یتابعوا عطاءهم القصصی بمقدار ما نشطوا وأشتهروا فی میادین ثقافیة أخرى:
* أحمدی، عبدالرحیم، المجموعة القصصیة ( لیلة البحر ) 1973 .
* احیائی، محمود، ( قصر الموتى )، ( بیت على الرمال ) 1976 .
* اخوان ثالث ، مهدی ( الممسوس ) 1978 م ( الشجرة من أتباع الغابة ) 1989 .
* أســفندیار، علــــی ( نیما یوشنج )، ( مرقد السید ) 1930 م، (خلایا محطمة) 1971 .
* إســــلامی ندوشن، محمد علی (م . دیده ور)، (الاسطورة والسحر) 1967 م ( النوافذ المغلقة) 1978 م .
* أصغری، حسن (المتعبون ) 1976 م ( تراث أبناء الاقطاع ) 1977 .
* ایرانلو، علی ( عطفة قلی ) 1973 ( تالونه خدا بده بارونه ) 1974 .
* أیوبی، محمد ( طیف الباطل ) 1974 .
* باقـری، هوشنک (النافذة) 1965 م (فی دیار الأهل) 1971 م (الکلب الوفی) و (السیر والمصائر) 1977.
* بدر طالعی، محمود (ساتلمیش) 1977 .
* بناکار، مینو (حملة الهموم) 1971.
* بهار، شمیم (ثلاث قصص غرامیة) 1972 .
* بهرامــی، میهـــن (زنابق لا تقطف) 1962 م (الحیوان) 1985 م، وعنوانها الثانی (حدیقة النغم).
* بیضائی، بهرام (آرش) 1977 .
* بورقمی، ناصر (الناس یعیشون) 1976 م، روایة (الجیل المنسی) 1981 .
* تاجور، بهروز (المفرقة) 1978 م .
* تبریزی،(دهقانی) ، بهروز ( الجراد ) 1978 م .
* حضرتی، برویز (الصفارة ) 1970 م (المستنقع) .
* دانشور، رضا (صلاة المیت) 1971 م (هی هی جبلی قم قم) 1978م .
* دولت آبادی، حسین، روایة ( کبودان) 1978م .
* راوی، أکبر (الطریق) 1968 م .
* رجبی، برویز (مدینتنا) 1973 (سمکة جیراننا الحمراء) 1978 م .
* رحیمــی، مصطــــفى (احمــــد ســـکانی)، ( یجب ان نعیـش) روایة 1977، (الاتهام) روایة 1977، (قصص ذلک العالم ) 1977 م .
* روحی ، أمین حسین (مصالحة على ضریح یقظ) 1973، (التقاطع) 1975، (خارج المدینة) 1977 .
* سـادات أشکوری ، کاظم (ساعة من أربع وعشرین ساعة) 1971 م، (الأوراق تتساقط 1972، (ندى ً على الأرض) 1976 .
* سبانلو، محمد علی ((الرجال) 1972 م .
* شاملو، احمد (بوابات وسور الصین العظیم) 1973 م .
* شعله ور، بهمن (السرى) 1967م .
* صـــادقی، محمـــد رضا (الألبوم والأطفال المولعون) 1976 م، (من الحیاة) 1978 م .
* صدر، حمید (قصص الزقاق) 1966 م، (قصص الحمامة المتعبة) 1967 م
* صفا، منوجهر (غ . وداد) ، ( فی الأعراف والأحوال) 1978 م .
* طبری، احسان (التعذیب والأمل) 1947 م ، (فی الجحیم) 1948 م، ( الآلهة الهاربـة ) 1952 م ، (عائلة برومند) 1979 م، (العقد الأول) 1979م، (رانده ستم و جهره خانه) 1979م .
* عباس بور تمیجانی، محمد حسین (مشروع قصة) 1973، (صناع المستقبل) 1977 م .
* عزیزی، محمد (الحجل ، ظلال سنکو) 1977م .
* حصار، عماد (ع . راصع) ، (الشرفاء) 1946 م.
* عمادی، أسدالله (نجوم الأرض) 1976، (قتاد الجبال) 1977 م .
* غریب، غـلام حســـین (الحــــادی) 1948 م، (حکواتــی الساحة المشمســـة) 1961 م، (دماء الشمس) 1971 .
* غریفی، عدنان (معتمر البرنس فی الضباب) 1976 م .
* فقیـــــری، ابو القاسم ( العقیم ) 1968 م، (بیتنا) 1973 م، (أنا فی الطریق) 1985 م، (المعطف) 1969م .
* کارکـــر، داریـــوش (شــکوک الفصول الثلاثة) 1976، (القناص) 1978م، (متعب یمشی) 1978م .
* کاظمیـــة، إسلام (قصص الزقاق الألیف) 1969م، (قصص المدینة السعیدة) 1976م.
* کســــــمائـی، علی أکبر (وادی الجحیم) 1947م، (حور التاریخ) و (الجمیلة الحسودة) 1953 م، (أزهار متوحشة) 1954 م، (القفس) 1976 م .
* کلبو ، فریدة (جاد کور) 1964م .
* کل آرا، أمیــــر (الأســرى) 1962م، (النکبة) 1961 م، (الجذام) و (ماذا یمکن ان نفعل؟) 1963، ( نشید القبو ) 1964 .
* کویــــا، کامبوزیــــا (الصــــورة) 1965 ، (زهور فی سفر الریاح) 1972 ، (صــــوت الکمـــــان) 1976، (الأم) 1968، (وداعــــــــا ً رکسانا) 1990 ، ( المستأجر) .
* لاربـــن، قاســـــم (الشــــــقی) 1947 ، (الحفـــــرة) ، (السکرانة) 1947 ، ( الصعلوک ) 1962 ، (العقدة الکأداء) 1971 ، (الحدبة ) 1987 م .
* مدرس نراقی، علی (المرثیة ) 1967 ، ( القریة والحریة ) 1970 م .
* مدنی، حسین (ح . غریبه)، ( اسماعیل فی نیویورک ) 1954 ، ( اسماعیل فی الهند ) 1955 م ، (العسل المر) 1959م .
* مسجدی، برویز (لعبة کل یوم) 1975 م ، (الجزیرة) 1979م .
* مشفق همدانی، ربیع ( الخریجون ) 1955 ، (وعود الشباب) 1955م .
* مهدویان، ایرج ( المدینة ) 1972 ، (قصص من الماضی) 1977م .
* میرکاظمی، حسین ( آلامان ) 1974 ، ( الصل ) 1977م .
* هاشمی، زکریا ( الببغاء ) روایة 1969 م .