أحمد رضا أحمدی / لا خبر جدید

أحمد رضا أحمدی

تعریب: موسى بیدج

نشر أول مجامیعه الشعریة سنة 1961 م بعنوان (أطروحة) لفتت أنظار العدید من الشعراء والنقاد أبان عقد الستینات, وعقب ذلک أضحى من الأسماء اللامعة فی الساحة الشعریة. وتمکن أهمیة المنجز الشعری لأحمدی فی تحطیمه الحواجز بین الشعر والنثر فی بنیة القصیدة وهو بذلک یصطف إلى جانب شعراء کبار من قبیل أحمد شاملو . النشاط المتواصل الذی أبداه فی حقول الشعر, وأدب الأطفال, وفن السینما, جعل منه وجهاً محترفاً فی الأدب والفن المعاصر بإیران. صدر له إلى الآن 18 مجموعة شعریة, و15 کتاباً للأطفال.

العمر

فی انتظار لقیاک
قضینا عمراً مدیداً
بین الصمت والبحر
نرمق ناحیة الزقاق .

فی ذات الخریف
وفی نهایة لیلة
عالقة بورود الثلج
حفرنا نفقاً
وذهبنا إلى عمق الأرض
بعدنا عن البیت فراسخ
وفی نهایة الأرض کنت واقفاً
تسأل عن أوقات حرکة القطارات
الذاهبة إلى الجنة
وکانت الإجابات
تتبخر تحت الأرض .

الخریف

الخریف ضائع
خلف الأغانی المهجورة .

کانت لیلة صیفیة
کان الحزن
عربة ثقیلة
یمر عبر الصیف
وصوت فی داخلی
یخاطب الربیع قائلاً
احبک فی الودیان والبراری
ولحظة مهجورة
تسمى النهار
کانت تتبدل بحراًً بین یدی
وتنکسر
و العطاشى
کانوا یلهجون بأسمى
فی الشمس
فی أعماق الأحیاء .

کم کان النهار حجراً
کنت قد تعلمت منک
شفافیة الصمت
نظرات فی ذاتی
کم کان القارب غریقاً
ورماد کل صیف
کان قد أتانی
ولم أکن أعلم
إن للموت لون الرماد .

لا خبر جدید

الحنان یغمر وجهی
الوقت ربیع
صوتی یرتجف
بی رغبة
لأن أرکع أمام الروضة
وأشکر الربیع .

فی لحظة إبیضاض السماء
عندما تکتسی النوافذ غیوماً
تقف المرأة العجوز
قرب النافذة
وتصیح بنفسها
مرة تلو أخری
کی تموت متأخراً .

مٌتٌّ متأخراً
وجاء لجنازتی
اناس
قد بردوا فجأةً
وجمدوا
وفی الربیع ذابوا
وماتوا .

عندما

عندما کانت تلبس حذاءها
فارقت الحیاة
فی زمان ما
کانت ضفائرها
تتکرر على أکتافی
لیلاً
کان ضلها على الجدار دوماً
وفی الجدار
کانت نافذة
کنت أراها
تغلی الشای .

کانت تلخیصاً للحزن .

مرَّة

فی طفولتی
سمعت صوت البرزخ
کانت الریح فی البلدة
وأنا سمعت صوت البرزخ
فی ظهر ذالک الصیف .

وفی ظهر ذلک الصیف
کان قلبی
على راحة یدی
وکنت أسمع
صوت قلبی
من راحة یدی
وذهبت
مع قلبی إلى الزقاق
قدماًَ بساق
لم یکن أحد فی الزقاق
لأریه البرزخ
وعندما ذهبت إلى الفراش
رأیت الجحیم
فی منامی.

باقٍ أنا

باقٍ أنا
وهذا البیت
الذی أغلقنا أبوابه وشبابیکه
على البرد .
قضینا
کل ذلک الاثنین
کل ذلک الثلاثاء
فی إغلاق الأبواب والنوافذ
على البرد.
والآن سمعنا
بأن براذات الرؤیا
تنسج فی الزمهریر .
ونحن قد قطعنا الطریق
على دخول الرؤیا
إلى البیت
ففی البیت
یوجد لحظة من الیقظة
وألف عام من الأحلام
التی تأتی من النافذة .

وهذه النافذة المغلقة
تشتعل بطراوة الأزل والأبد
ولکن لیس فی اشتعالها
دفئ .

فقط هذا

الأیام
لم تکن وحدها
التی تذبل علىقارعة الشوارع
فهناک الجدار
والهدوء الذی کان یمنحنا الصمت .

کنا نهرم قطرة قطرة
وأحیاناً
کنا ننظر فی المرآة
حیث النضارة والشباب .

کانت بقعة من العمر
على الجدار
وبعدها ضاعت
وکنا ولدنا
و رأینا الأنهار
تجری من البوم الصور
إلى الصحراء
وعندما ولدت
قطرات العرق على جبینی
عرفت ان العمر قد أنتهی .

وهناک
کانت نسوة
تبکی على حالنا .

یداک

لتکن یداکِ
مضیئتین
لیکن طعامک
ساخنا.

لیکن خبزک
فی البیت
والندم فی صوتک .

اجلبی ناراً
اجلبی نوماً
جهزی ا لمائدة
فهذه لیلة العمر الأخیرة .

الریحان طازج
الخبز عبق
الآلة الموسیقیة جاهزة
و هذه لیلة العمر الأخیرة

أولئک الهرمون کم هم شباباً
وأولئک الشباب کم هم هرمین
السماء زرقاء
وهذه لیلة العمر الأخیرة .

بین صلاة العشاء
وصلاة النوم
تفتحت نرجسة
وهذه لیلة العمر الأخیرة .

لنهاتف بعضنا
لنتکئ على الجدار
لنخاطب الأطفال
کالعجائز .

کنت شاباً مرحاً
کنت أحب الحصان
کنت أحب الخبز الحار
و حتى کنت أحب الاصطبار
هطلت الثلوج
جاء البرد
و نسانا الموت
فی الثلج و الزمهریر
و أنا ما زلت حیا ً
و ما زالت الثلوج تتساقط .