ماذا تلوت فی صلاة الحب / محمد رضا شفیعی کدکنی
محمد رضا شفیعی کدکنی
تعریب موسى بیدج
فی بدایاته نظم الشعر العمودی لکنه تحول منه الى کتابة الشعر الحدیث. وفضلاً عن الشعر ومزاولة التدریس، وضع العدید من الدراسات والمقالات النقدیة حول الشعراء القدامى، وقد ظهرت له لحد الآن اعمال ممیزة حول الأدب الفارسی. أشهر مجامیعه الشعریة "أزقة نیشابور ریاض الجنائنیة" التی اعید طبعها عشر مرات.
ومن أعماله الاخرى یمکن الاشارة الى "موسیقى الشعر" و "ارکان الشعـر الفارسی" و "صور الخیال فی الشعر الفارسی" وهی بحوث ودراسات ادبیة قیمة. وله ایضاً ترجماته الشعریة ومنها "أناشید السندباد" التی ضمنها مختارات من خمسة مجامیع شعریة لعبد الوهاب البیاتی. یجید شفیعی کدکنی اللغتین العربیة والانجلیزیة، وقد زاول التدریس فی عدة جامعات اجنبیة. مجامیعه الشعریة: الزمازم، قراءات المساء، عن لسان الاوراق، عن الکینونة والانشاد، الغزالة الجبلیة فی ألفیتها الثانیة.
الحلاج
ظهر فی المرآة ثانیةً
بغیمة شعره فی الریح
ومرةً اخرى مترنماً
بنشیده القانی: "أنا الحق"
ماذا تلوت فی صلاة الحب
لتساق الى المشنقة هکذا
ولتتجنبک میتاً حتى
بعد کل هذه السنین
أعین الحراس المسنین.
وفی نیسابور
ما زال العشاق العرابید
یتمتمون باسمک خفیةً
فی لحظات السکر والصدق.
عندما کنت معتلیاً خشبتک
بهدوء و ذهول
کنا نحن
شلة من النسور الناظرة
نماثل الحرس المأمور والمعذور
ونلازم الصمت.
وعندئذ
اینما قادت رمادک
ریاحُ الفجر
أینعت التربة بالرجال.
وفی أزقة ریاض نیسابور
ما زال سکارى منتصف اللیل
یتغنون
بأناشیدک الحمراء.
وأسمک ما زال
مطبوعاً على الشفاه.
رافقتک السلامة
- الى این
ولم الاسراع؟
سأل القتاد من النسیم
- ضاق قلبی بهذه الاجواء
وانت الا ترغب فی الرحیل
من غبرة هذه الصحراء ؟
- تملؤنی الاشواق
ولکن
ما الحیلة وانا
مکبّل الأقدام !
- الى این
ولم الاسراع ؟
- الى مکان یأوینی
غیر هذا المکان.
- رافقتک السلامة
ولکن بحق الصداقة
اذا عبرت براری الوحشة هذه
بلّغ سلامی
للبراعم والامطار
اعتراف
هکذا نعیش
بلا وثوق بالشمس
بلا وثوق بالتربة والماء
بلا وثوق بکل الأشیاء:
من کل تلک الشقائق التی
تفتحت فی الاسحار
الى کل هذه الاشجار
ذوات الورود الورقیة
حیث تلونت خدودها
_ بدل الخجل _
بالاصباغ.
وهکذا نعیش
بلا وثوق بالایدی والعیون.
وفی الزقاق
نصدق فقط
فی لحظة الرصاص
فی قمة الغضب
نصدق نزاهة الرفاق
بدمعة فی زاویة العیون.
ازرق
لحظة جمیلة
لحظة ناصعة.
لحظة زرقاء فی صباح کانون
لحظة الغیوم السابحة فی الفضاء
لحظة مضیئة وعمیقة وجاریة
حصیلة معنى جملة المیاه.
لحظة أوصلت فیها ضحکاتک
التجاذب الى الصنوبر
اللحظة الزرقاء لروضة الاستیقاظ
لحظة اللقاء النقیة المضیئة.
نشیــد
من الصوب الآخر لحدود الشک والیقین
آتٍ انا
مرهق ومغلق.
لکننی
اقف بصلابة
کوقوف الشجر
امام هجوم شهر کانون.
بقامة من الصمت والترقب
انتظر
کی انشد غداً
اکثر الاغانی أخضراراً
فی تغرید قبلاتک.
ضـرورة
سیأتی
کالربیع، من کل صوب یأتی
ولا یعرف الجدار
والاسلاک الشائکة
سیأتی
ولا یکلّ من البحث والتجوال
آهٍ،
دعونی اکون کقطرة مطرٍ
فی هذه الصحراء
کی أبشر التربة بقدومه
او کحنجرة قبرة صغیرة
تحکی فی کانون
عن بطنج الربیع
عندما تقتنصها رصاصة
وتهدی دمها
قطرةً قطرة
الى العزف المتتابع والمنتظم للثلوج
نغمةً أرجوانیة.
ســؤال
الف عنقاء تحترقُ
وفی قمة الموت
قمة ولادتها الثانیة
لا تطق رفرفة اجنحتها
أسماعنا أبداً
عندما یتسنى لک
ان تعکری هدوء مستنقع اصطبار مدینة ما
بتحطیم زجاجة
اذاً لم انتِ محتارة
أیتها الأیدی الخالیة؟
عبثاً زرعوا ورود الصیف المدماة
فی برودة هذه الریاض
فمناخ هذه المدینة
لا ینمی من هذه الشجیرات الحمراء.
ولکن
مع کل هذا
کیف تفسّر انت
نار الشفق
فی میاه السواقی
الجاریة فی أزقة هذه الریاض؟